قالت مصادر في الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن التقرير السري للجنة حكماء إفريقيا التي شُكلت قبل عدة أشهر من أجل إيجاد حل لقضية دارفور، برئاسة الرئيس السابق لجنوب إفريقيا ثابو مبيكي، أوصت بإعطاء الأولوية القصوى للمصالحات الداخلية بين أطراف الصراع في دارفور كخطوة أولى لحل الأزمة، فيما اقترح تشكيل «محاكم سودانية» برقابة افريقية ودولية لمحاكمة مجرمي الحرب في إقليم دارفور، ونوه بأن هذه المحاكم يتم للجوء إليها في حال تعذر المصالحات. وحسب المصادر فإن التقرير الذي يعد بمثابة «خريطة طريق لحل دارفور»، أسقط فكرة المحاكم الهجين من قضاة «سودانيين وإقليميين ودوليين» المقترحة من قِبل اللجنة ذاتها قبل خلال جولاتها المكوكية في المنطقة. ولن يكشف مضمون التقرير إلا بعد أن تتم مناقشته من قِبل مجلس الأمن والسلم الافريقي الذي سيجتمع بنهاية الشهر في أديس أبابا لإجازته، ومن ثم يتم تحويله إلى مجلس الأمن الدولي.
وكان مبيكي سلم أول من أمس رسميا توصياته لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينغ في مقر المنظمة بأديس أبابا دون أن يكشف مضمون توصياته. ودعا مبيكي عقب اللقاء إلى تبني مقاربة «شاملة» جديدة لحل النزاع في دارفور، وقال إن حل قضية دارفور في يد السودانيين أنفسهم.