أخيرا.. أصبح للبنان حكومة شعارها «لا للمناكفات»

الحريري مقدما حكومته بعد 5 أشهر مفاوضات: سأعمل مع الجميع * 5 حقائب لعون واثنتان لحزب الله * مفاوضات استمرت للساعة الأخيرة لإنضاج الطبخة

سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية الجديدة يقرأ الفاتحة أمام قبر والده رفيق الحريري في بيروت أمس (رويترز)
TT

أخيرا ولدت الحكومة اللبنانية أمس بعد نحو خمسة أشهر من المفاوضات بين الأكثرية والأقلية على تشكيلها. وعبر رئيس الحكومة الجديد سعد الحريري عن ارتياحه لانتهاء المشاورات المنهكة التي أجراها طوال الأشهر الماضية. وقال الحريري في كلمة مقتضبة ألقاها من القصر الرئاسي في بعبدا بعد تلاوة مرسوم تشكيل الحكومة: «لا أريد أن أطلق وعوداً بالهواء، وعدي أن أعمل مع الجميع في سبيل مصلحة لبنان». وأضاف أن «التنسيق والمشاورة وجعل مجلس الوزراء سلطة حقيقية وفاعلة وراعية لأحوال اللبنانيين، هو ما سنعمل عليه، لا المناكفات وتعطيل العمل، بل التواضع والترفع عن المصالح الشخصية فوق أي مصلحة طائفية».

وأضاف: «تجارب السنوات الماضية ليست مشجعة، ابتداء من جريمة اغتيال رفيق الحريري إلى الاعتداء الإسرائيلي على لبنان الذي كاد أن يوقع لبنان في المجهول، والأمل بالله كبير جدا وبالشعب اللبناني». وأشار إلى أنه لهذا السبب «لم يسقط لبنان وانتصرنا على الفتنة وصممنا على إعادة الاستقرار إلى البلد، واليوم نحن أمام اختبار وطني بامتياز حول قدرة الحكومة على النهوض بالبلد». وتلا الأمين العام لمجلس الوزراء سهيل البوجي مرسوم استقالة الحكومة السابقة وتعيين الحكومة الجديدة من القصر الجمهوري في بعبدا في الساعة الثامنة مساء تقريبا بالتوقيت المحلي. وأعلن البوجي أسماء الوزراء الجدد، الذين تنشر «الشرق الأوسط» أسماءهم في الداخل. وحصل حزب الله على وزارتين، هما الزراعة والتنمية الإدارية، بينما حصلت حركة أمل على 3 وزارات من بينها وزارة الخارجية، فيما حصل ميشال عون على خمس وزارات بينها وزارة الاتصالات. وكان الحريري توجه إلى قصر بعبدا مساء أمس، لتقديم تشكيلته الحكومية إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وانضم إلى الرجلين في بعبدا رئيس المجلس النيابي نبيه بري للاطلاع على التشكيلة الحكومية، وغادر بعد وقت قصير. وقبيل ساعات على إعلان تشكيل الحكومة، كان سعد الحريري لا يزال يجري مفاوضات الساعة الأخيرة لإنضاج «الطبخة الحكومية» في لبنان، في وقت بدأ يلوح في الأفق «مشروع أزمة» أو «مشروع لأزمة» عنوانها البيان الوزاري، وتحديدا موضوع «سلاح المقاومة» الذي بدأت القوى المسيحية في «14 آذار» إثارته قبل انتهاء مفاوضات تأليف الحكومة.