إيران ترد على «عصا» الغرب بـ«صفعة»

أعلنت خطة لبناء 10 محطات لتخصيب اليورانيوم.. والبيت الأبيض يرد: الخطوة تعني عزلتها والوقت ينفد * لندن وبرلين: قلقون جدا والخطوة انتهاك لمجلس الأمن * مسؤول غربي: طهران لا تريد الحوار وحساباتها خاطئة

صورة من الأقمار الصناعية توضح احد المواقع المقترحة لبناء مفاعل نووي بالقرب من مدينة قم جنوب طهران (إ.ب.أ)
TT

في خطوة تصعيدية من شأنها أن تثير ردود فعل دولية غاضبة وتزيد التوتر بين طهران والمجتمع الدولي، أعلنت إيران أنها قررت بناء 10 محطات جديدة لتخصيب اليورانيوم، موضحة أن العمل في بنائها سيبدأ خلال شهرين. كما أعلنت أنها تبحث إمكان تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% على أراضيها, وهو الإعلان الذي سيؤدي حتما إلى حالة قلق شديد في الكثير من العواصم الغربية، إذ ان تخصيب اليورانيوم بتلك الدرجة العالية يقرب إيران بشكل أسرع من إنتاج ما يكفي في اليورانيوم عالي التخصيب اللازم لقنبلة نووية. وجاء الإعلان الإيراني المباغت بعد يومين فقط من أول قرار إدانة تتخذه وكالة الطاقة الذرية ضد إيران منذ 4 سنوات. وردت واشنطن فورا على الإعلان الإيراني، وقال البيت الأبيض في بيان أن الإعلان الإيراني دليل آخر على «عزلة إيران». وأوضح روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان: «إذا صح الأمر سيكون هذا خرقا خطيرا آخر لالتزامات إيران الواضحة في إطار قرارات مجلس الأمن المتعددة ومثالا آخر على اختيار إيران ان تعزل نفسها. الوقت يضيق على فرصة إيران». وبدورها اعتبرت بريطانيا إعلان طهران مصدر «قلق بالغ»، بينما قالت المتحدثة باسم الخارجية الألمانية إن برلين تتابع «بقلق» المعلومات المتعلقة بمشروعات إيران لبناء مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم.

وقال مسؤول غربي رفيع المستوى في فيينا إن القرار الإيراني «يعد ردا على قرار وكالة الطاقة دعوة إيران للتعاون بشكل أكبر». وأوضح ذلك المسؤول القريب من ملف إيران لـ«الشرق الأوسط»: «الخطوة الإيرانية لن تحل أي شيء، وأعتقد أنها تعكس إما عدم رغبة إيرانية في التعاون على الإطلاق وإما حسابات إيرانية خاطئة مفادها أنه كلما تشددت طهران كان مناخ التفاوض في صالحها». وأمام باراك أوباما مهمة صعبة في ما يتعلق بتقييم فعالية سياساته حيال إيران بنهاية العام الجاري. فبعدما شعرت الإدارة الأميركية أنها حققت اختراقا كبيرا بعد اجتماع الأول من أكتوبر في جنيف بعدما لمح الإيرانيون إلى أنهم بصدد الموافقة على مسودة الاتفاق النووي، أدت تطورات الأسابيع الماضية إلى إعلان المحافظين في أميركا أن سياساتهم حيال إيران هي الأكثر فعالية. وأشار مسؤول أميركي مقرب من ملف إيران عمل في إدارة الرئيس الأميركي الاسبق بيل كلينتون لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أوباما سيجد من سيقول له إن جون بولتون كان على حق في نهاية المطاف».