سفير أميركا في وكالة الطاقة: لن نسمح لإيران ببناء مفاعلات جديدة

قال في حوار مطول مع «الشرق الأوسط» هو الأول منذ تولى منصبه: أوباما هاتَف البرادعي مرتين حتى يمنح السلام فرصة * عن أي دبلوماسية تتحدث طهران؟!.. منذ أكثر من شهرين والجميع ينتظر ردها * إيران تسير في الاتجاه الخاطئ.. وعليها أن تتحرر من الماضي

سفير أميركا في وكالة الطاقة: لن نسمح لإيران ببناء مفاعلات جديدة
TT

بينما تتجه أعين العواصم الدولية المعنية بالحوار النووي المتعثر بين إيران ودول 5 +1، إلى طهران في محاولة لفهم الخطوة الإيرانية بالإعلان عن خطط لبناء 10 محطات لتخصيب اليورانيوم في تصعيد يهدد بفرض عقوبات جديدة على طهران، تتجه الأعين في نفس الوقت إلى وكالة الطاقة الذرية في فيينا التي دخلت أمس مرحلة جديدة مع تولي الياباني يوكيا أمانو إدارة وكالة الطاقة الذرية خلفا لمديرها المصري محمد البرادعي الذي انتهت ولايته أول من أمس. وفيما أمام امانو قضايا ساخنة ملتهبة على رأسها الملف الإيراني، فإن السفير الأميركي لدى وكالة الطاقة الذرية غلين ديفيز والذي تولى منصبه منذ 3 أشهر فقط، أمامه أيضا قضايا شائكة منها الملف الإيراني والملف السوري ومنع الانتشار النووي. وفي أول حوار لوسيلة إعلام منذ تولى ديفيز مهام منصبه، أوضح السفير الأميركي في حوار مطول خص به «الشرق الأوسط» أن القرار الأخير من وكالة الطاقة الذرية بإدانة إيران لم يكن غرضه «ضرب الدبلوماسية أو تخريب مسارها»، مشيرا إلى أن «القرار مدروس، بدليل أنه لم يستخدم ألفاظ ومفردات تهديد وإنما مفردات دبلوماسية مختارة تدعوها لمزيد من التعاون والإسراع بتوفير كل ما تأخرت في توفيره مما تطلبه منها الوكالة بما في ذلك الإجابة على أسئلتها». كما شدد السفير الأميركي على أن عدم رد إيران على مسودة الاتفاق النووي مع الغرب التي تنص على إرسال طهران لنحو 1200 كليوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب الذي لديها إلى روسيا لتخصيبه بدرجة أعلى ثم إعادته إلى طهران للاستخدام في مفاعل الأبحاث الطبي في طهران، يهدد أسس الحوار، موضحا أن الاتفاق جيد لجميع الأطراف وليس فيه خاسر. كما أوضح أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما دعمت مسودة الاتفاق رغم الانتقادات الداخلية في واشنطن. وتابع: «فعلنا ذلك لثقتنا الشديدة بالبرادعي وتاريخه وإيمانا بأن الاتفاق يمثل فرصة لإيران لكسر هذا الطوق. كما أنه سيمكننا من إخراج اليورانيوم، وأؤكد أن موافقتنا لا تعد أمرا هينا. وليس سهلا علينا أن نواجه سياسيا ضغوطا في بلادنا تنتقد وترفض أي تنازلات. وليس سرا أن هذا الاتفاق وافق عليه الرئيس أوباما شخصيا وهاتف البرادعي مرتين. وواضح أنه فعل ذلك دون أن يحصل على أي تأكيدات إيرانية. كل ذلك حتى يمنح السلام فرصة. كل ذلك حتى لا يضيع أي سانحة قد تثمر حلا دبلوماسيا. إن السؤال يجب أن يكون لماذا تتصرف طهران هكذا! إننا جميعا في حيرة من أمرها». ورفض السفير الأميركي الاتهامات الإيرانية للغرب بتجاوز المسار الدبلوماسي بعد قرار الإدانة من وكالة الطاقة الذرية، موضحا: «6 أسابيع (منذ اقترحنا مسودة الاتفاق النووي) ونحن ننتظر مجرد أن توافينا إيران برد تبعثه للوكالة. كنا نتمنى أن تسارع بإرسال ردها وما نزال ننتظر. لم نتسرع كما تتهمنا طهران بل تباطأت هي ولم تسارع بإخطار الوكالة ببنائها لمفاعل فوردو بمنطقة قم كما تباطأت في الإجابة على استفسارات الوكالة حول استخداماتها للماء الثقيل ولتفسير في ماذا تحتاج لـ3000 جهاز طرد مركزي». وشدد غلين ديفيز على أنه لن يتم السماح لإيران ببناء 10 محطات جديدة لتخصيب اليورانيوم، موضحا: «لا لن نسمح لهم، وعلى كل فإن الأمر من مهام الوكالة وعلى الوكالة أن تسأل إيران بشأن هذه المفاعلات والغرض منها». وهنا نص الحوار:

* كل تجارب وكالة الطاقة الذرية مع إيران تؤكد أن قرارات إدانتها لا تأت بثمار بدليل مواصلة طهران عدم الالتزام بتلك القرارات. قرار الإدانة الأخير بالذات وصفته إيران بالمتعجل غير المدروس وتجاوز للمبادرات الدبلوماسية التي بدأت بينكم منذ شهرين؟

ـ لم يكن غرض القرار أن نضرب إيران ونخرب مسارات دبلوماسية مهدنا لها. هدفنا من القرار أن نوضح لطهران خطأ أسلوب تعاملها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. إن القرار مدروس، بدليل أنه لم يستخدم ألفاظ ومفردات تهديد وإنما مفردات دبلوماسية مختارة تدعوها لمزيد من التعاون والإسراع بتوفير كل ما تأخرت في توفيره مما تطلبه منها الوكالة بما في ذلك الإجابة على أسئلتها التي لا تزال دون أجوبة وتحتاج لتكملة معلومات شاملة وتامة.

نحن عندما نركز في القرار على مفاعل فوردو الذي أنشأته إيران دون أن تخطر الوكالة قبل إنشائه كما تقر معاهدات الضمان الموقعة بينهما على سبيل المثال فإننا نؤكد ما قاله البرادعي مرارا من أن إيران تسير في الاتجاه الخطأ.

إن مهامنا في مجلس أمناء وكالة الطاقة الذرية أن نقرر ما يختص بعدم التزام دولة من الدول أعضاء الوكالة وأن نحكم على كيفية مسار العلاقة بينهما. وليس من مهامنا أو مهام الوكالة مطلقا تقرير عقوبات أو ما شابه فتلك مهام مجلس الأمن.

أما بشأن الحديث أننا اخترنا المجابهة والمواجهة بدل الحوار والدبلوماسية فإننا وكما هو معلوم قد قابلنا إيران أول أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في جنيف في إطار مجموعة 5+1، ودعينا إيران للحوار ثم تبعنا ذلك بمحادثات فيينا وقبلنا مسودة الاتفاق التي تقدم بها الدكتور محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية، مستجيبين لطلب إيران للوقود لمفاعل طهران الطبي. فماذا كان رد إيران؟ بل حقيقة أين هو رد إيران؟ على الجانب الآخر التزمت بقية الأطراف بالرد في الموعد المحدد بتاريخ 23 أكتوبر الماضي لا نزال ننتظر الرد الإيراني. لقد بذلنا كل الجهد في محاولات لجذب إيران للحوار والتفاوض، بما في ذلك تقديم تنازلات من أجل الاتفاق فلم ترد إيران. وكان لا بد للوكالة من اتخاذ قرار خاصة في ضوء أوجه قصور إيرانية أخرى وتجاوزات انعكست في تقارير المفتشين ممن زاروا إيران وردت بالتفصيل في تقارير المدير العام.

*المندوب الإيراني لدى الوكالة السفير علي أصغر سلطانية ينفي تماما أن يكون لاجتماع إيران بدول 5 + 1 بجنيف أي علاقة بقضية مفاعل طهران الطبي، موضحا أن تلك قضية تخص إيران والدول التي شاركت في محادثات فيينا النووية فقط. كما أكد مرارا ولا يزال يؤكد أن بلاده لم ترفض مسودة الاتفاق التي قدمها البرادعي. كل ما هناك أن إيران تطلب اجتماعا ثانيا مع ذات المجموعة لبحث تفاصيل مسودة الاتفاق وبنودها فلماذا ترفضون هذا اللقاء؟

ـ لقد ناقش اجتماع جنيف قضية الوقود النووي لمفاعل طهران بمشاركة المفاوض الإيراني سعيد جليلي وخافير سولانا ممثلا للاتحاد الأوروبي. وخرجت الأطراف باتفاق مبدئي. لا أقول إنهم وقعوا شيئا لكنهم اتفقوا. وعلى هذا الأساس تابعنا الأمر في محادثات فيينا بتاريخ 19 أكتوبر بحيث كان لروسيا وفرنسا دوران رئيسيان بالإضافة للولايات المتحدة الأميركية التي وافقت إيران على وجودها.

وعلى كل دعينا نقف الآن على ما قاله سلطانية حينها مرحبا بالاتفاق، واصفا إياه بالجيد ونقارن بما يقوله الآن. أؤكد لك أن البرادعي كان حاسما في توضيحه لكل الحاضرين أنه يتوقع ردا بعد يومين فقط لا أكثر. لقد قدم المسودة الثلاثاء وطلب ردا الجمعة، وذلك لاعتقاده أن الأمور سهلة واضحة لا تحتاج تعقيدا. فما النتيجة إننا لا نزال حتى الآن ننتظر ردا إيرانيا رسميا. فيما لا يرد من طهران غير تصريحات.

وأؤكد مرة أخرى أن مسودة الاتفاق مسودة درسها محامو الوكالة وصاغوها وقد ناقشناها بوضوح تام نقاشا مستفيضا وهي في مجملها اتفاق سهل وليست اتفاقا معقدا وعويصا. تقوم إيران بموجبه بشحن 1200 كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب ليصنع كوقود في روسيا وفرنسا يعود إليها لتدوير مستشفياتها. لهذا وافقنا على المساعدة لتوفير احتياجات إنسانية بجانب كونه بادرة تؤكد أن إيران لا تسعى لتخزين اليورانيوم لأغراض عسكرية. يجب القول هنا إن السفير سلطانية شخصيا وبموجب تجربته السابقة حيث عمل في هذا المفاعل قدم لنا مزيدا من التفاصيل، وعرفنا جيدا بكل شيء، وعليه لم يبق هناك ما يحتاج لمزيد من الكلام وضرورة اللقاءات. إن كل ما ننتظره من إيران رد رسمي بالموافقة أو عدمها. بالطبع فإن موافقة إيران وشحنها لليورانيوم ستفتح الأبواب لمزيد من الحوار والدبلوماسية. إن الكرة في ملعب إيران.

* ما قولكم بخصوص المخاوف الإيرانية التي تجعلها تصر على طلب مزيد من الضمانات خوفا من أن تقوم طهران بشحن اليورانيوم ولا تتسلم الوقود، خاصة أن لها تجارب سابقة سيئة مع الغرب؟

ـ كلنا عندنا أسئلة، واستفسارات، ومخاوف، وشكوك، لكننا جميعا لا بد أن نفكر في المستقبل، وهذا هو محك العمل الدبلوماسي. على سبيل المثال فقط فإنني عندما التحقت بالعمل الدبلوماسي كانت إيران تعتقل كرهائن الدبلوماسيين الأميركيين في بعثتنا بطهران فهل معنى ذلك ألا أتعامل معها الآن؟! علينا أن نقرر إن كنا نرغب في أن نعيش رهائن سجناء للماضي أو ننظر للمستقبل. إن هذا الاتفاق اتفاق جيد سيكسب منه الطرفان وسيفتح المزيد من الأبواب للحوار والعمل الدبلوماسي.

* ما تعليقكم على الموافقة غير المألوفة من قبل بكين وموسكو على اتخاذ قرار مجلس الأمناء الذي يدين إيران؟ وهل توافق أن طهران كانت كبش فداء التقارب والود الطارئ بين العاصمتين وواشنطن؟

ـ لك أن تسألي الروس والصينيين عن موقفيهما لكنني مؤمن أنهما أيدتا القرار لتزايد قلقهما من التصرفات الإيرانية.

* إن عدنا لصلب الاتفاق نجد أنه يقوم أساسا على اعترافكم جميعا بما نجحت إيران في تخصيبه من يورانيوم رغم القرارات الدولية التي تمنعها من التخصيب؟

ـ الاتفاق لا يتطرق لما يدور في مفاعل ناتاز، وإن كنا نعلم أن اليورانيوم قد تم تخصيبه بناتاز، وذلك ما لا نقبله، لكن ولمزيد من التوضيح أقول إننا جميعا عندما طرح البرادعي مسودة هذا الاتفاق ظننا أن إيران ستسارع بقبوله وبعرضه على شعبها مهللة بأن الوكالة والغرب قبلوا التعامل معها رغم أن اليورانيوم قد جاء من ناتاز.

* هذا يعني أنكم يمكن أن تغمضوا أعينكم عن تجاوزات أصدرتم بموجبها قرارات دولية نتجت عنها عقوبات؟

ـ فعلنا ذلك لثقتنا الشديدة بالبرادعي وتاريخه وإيمانا بأن الاتفاق يمثل فرصة لإيران لكسر هذا الطوق. كما أنه سيمكننا من إخراج اليورانيوم، وأؤكد أن موافقتنا لا تعد أمرا هينا. وليس سهلا علينا أن نواجه سياسيا ضغوطا في بلادنا تنتقد وترفض أي تنازلات. وليس سرا أن هذا الاتفاق وافق عليه الرئيس أوباما شخصيا وهاتف البرادعي مرتين. وواضح أنه فعل ذلك دون أن يحصل على أي تأكيدات إيرانية. كل ذلك حتى يمنح السلام فرصة. كل ذلك حتى لا يضيع أي سانحة قد تثمر حلا دبلوماسيا. إن السؤال يجب أن يكون لماذا تتصرف طهران هكذا؟! إننا جميعا في حيرة من أمرها.

* عندما أجزتم القرار بإدانة إيران هل كنتم تتوقعون رد فعل قويا منها؟ وهل أدهشكم ما أعلنته عن بناء 10 مفاعلات نووية جديدة؟

ـ توقعنا رد فعل ولا شك. لكن أملنا أن يستوعبوا القرار ويعتبرونه حافزا يدفعهم لتوفير أجوبة لما تسأله الوكالة بخصوص القضايا التي لا تزال عالقة. ومعلوم أن جزءا من مسؤوليتهم أن يخطروا الوكالة بشأن هذه المفاعلات.

* لقد أعلنوها صريحة وبالتالي فإن أمر إنشائها لم يعد سرا؟

ـ الوكالة لا تتعامل بالتصريحات الصحافية. هناك مسارات قانونية معروفة لكل الأعضاء عليهم اتباعها لإخطار الوكالة رسميا.

* هل ستسمحون لإيران ببناء هذه المفاعلات، وبالتالي مضاعفة التخصيب؟

ـ لا لن نسمح لهم، وعلى كل فإن الأمر من مهام الوكالة وعلى الوكالة أن تسأل إيران بشأن هذه المفاعلات والغرض منها.

* هل لي أن أعود مرة أخرى للاتهام الإيراني أنكم باتخاذكم لقرار إدانتها قررتم المواجهة وليس الدبلوماسية التي بدأت بينكما منذ شهرين؟

ـ مضت 6 أسابيع من هذين الشهرين ونحن ننتظر مجرد أن توافينا إيران برد تبعثه للوكالة. كنا نتمنى أن تسارع بإرسال ردها ولا نزال ننتظر. لم نتسرع كما تتهمنا طهران بل تباطأت هي ولم تسارع بإخطار الوكالة ببنائها لمفاعل فوردو بمنطقة قم كما تباطأت في الإجابة على استفسارات الوكالة حول استخداماتها للماء الثقيل ولتفسير في ماذا تحتاج لـ3000 جهاز طرد مركزي. هناك أسئلة وأسئلة فيما إيران ماضية بذات الأسلوب القائم على تقديم «نتفة هنا ونتفة هناك» كالسماح بزيارة للمفتشين هنا وزيارة هناك. ثم ماذا أكثر من ذلك؟ لاشيء. لقد خبرنا هذا الأسلوب وعهدناه من قبل مع كوريا الشمالية وقد تعلمنا واستفدنا من تلك التجربة.

* هل تعني أن إيران ماضية في ذات النهج الذي انتهجته كوريا الشمالية في تعاملها مع الوكالة؟ (كوريا الشمالية أعلنت عام 2003 انسحابها من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. وقبل ذلك طردت أواخر ديسمبر (كانون الأول) عام 2002 المفتشين الدوليين ونزعت كاميراتهم وفكت أختامهم).

ـ كل ما أقوله إن كلا من إيران وكوريا الشمالية يريدان الحوار من أجل الحوار، لا أكثر. بينما ما يهمنا هو أن يقود الحديث لاتفاقات عملية وليس الحوار لمجرد الحوار.

* هل لا يزال العرض الذي قدمه الرئيس أوباما لإيران بالتفاوض دون شروط مسبقة قائم حتى نهاية هذا العام كما أعلن سابقا أم تغير الأمر الآن بعد إجازتكم لقرار يدين إيران؟

ـ ما قاله الرئيس أوباما إننا لا يمكن أن ننتظر إلى ما لا نهاية. والكلمات لا بد أن تكون ذات مضامين والأفعال لا بد أن تكون لها نتائج ولصبرنا حدود. وبالطبع فإننا سننظر في خيارات أخرى.

* فيما يبدو أن الأوروبيين قد راجعوا موقفهم إذ صرح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بضرورة منح التفاوض فرصة وذلك عقب التشدد الذي أبدته فرنسا في تأييد قرار مجلس الأمناء؟

ـ إنني أتحدث عن بلادي وأكرر أن الكرة لا تزال في ملعب إيران ونحن في انتظارها.

* هل تعتقد أن مسودة الاتفاق يمكن أن تتلاشى بمغادرة البرادعي باعتبارها فكرته؟ وهل ترى أن بقاءها قد يكبل المدير الجديد؟

ـ إنها فكرة البرادعي نعم، لكنها تمثل أساس اتفاق صاغته سكرتارية الوكالة وهذا لا يعني أن تنتهي بنهاية عهد البرادعي. ولا أرى سببا ألا تواصل الوكالة احتضانها لتلك الفكرة. وذلك لا يعني أننا لن نعطي المدير الجديد لوكالة الطاقة الذرية يوكيا أمانو فرصة ليفعل ما يشاء وأكرر مرة أخرى أن الكرة في ملعب إيران. وطبيعي أن أمانو سيطبع الوكالة بطريقته وأعتقد أنه سيعمل عملا جيدا والوكالة ليست بالجديدة عليه وسيعمل بها وقد أصبحت جهازا محترما جدا وعالميا جدا.

* الملف الإيراني يحتل أولويات العمل الآن، هل تتوقع من أمانو كياباني أن يولي ملف كوريا الشمالية أولوية؟

ـ لن أقول لكونه يابانيا سيهتم بهذا الملف أكثر من غيره.

* وماذا عن القول إن ملف أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط الذي لم يحله البرادعي سيصعّب على أمانو مهمته؟

ـ ليس لدي إجابة على هذا السؤال. لقد أدار البرادعي الوكالة كرجل عالمي وحاز نوبل للسلام، ولم يكن ينظر للقضايا بمنظور هذا ياباني وذاك مصري. وقد قلت إنه عمل عملا مقدرا جعل للوكالة موقعا دوليا من أهم المواقع قاطبة. وبخصوص مبادرة مسودة الاتفاق مع إيران فقد عمل البرادعي كبطل بحسم وعزم لإنجاز اتفاق ليس فيه طرف خاسر.

* أخيرا؛ بنك الوقود النووي الذي أيدتم قرار إنشائه ليعمل في إطار وكالة الطاقة الذرية، حظي بمعارضة قوية من كثير من الدول النامية، في مقدمتها دول بوزن مصر وجنوب أفريقيا والبرازيل. لماذا؟

ـ أفضل أن تسألي هذه الدول لماذا تعارض. أما بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية فقد أيدنا القرار إيمانا بفوائد البنك كوسيلة آمنة لتوفير الوقود النووي لاستخدامات سلمية دون أن يؤثر ذلك على حق أي دولة بشأن تطورها النووي السلمي. أضف إلى ذلك أن البنك سيقوم بتمويل روسي وبذلك فإنه لن يمثل عبئا على ميزانية الوكالة التي ستضمن مواثيقها للضمان النووي ما يوفر كل الحماية اللازمة لعدم الانتشار النووي. هذا بجانب كونه عملا ليس تجاريا لن يتأثر بتقلبات الأسعار بالأسواق العالمية كما أنه لن يكلف الدول كلفة بناء مفاعلاتها الخاصة للحصول على الوقود وفي ذات الوقت فإنه سيوفر وباستمرار كل إمدادات الوقود النووي وفقا لقوانين الوكالة ووفقا لاتفاقات الضمان.

* بعد التباطؤ الإيراني في الرد وإعلان إنشاء 10 محطات جديدة للتخصيب، ما الخيارات التي تفكرون فيها؟

ـ كل الخيارات مطروحة، وهذا أمر سنقرره بالتشاور مع حلفائنا.