والدة أبناء أسامة بن لادن لـ «الشرق الأوسط»: أدعو الله ليل نهار لعودة أولادي وأحفادي من إيران

أشادت بالسلطات الإيرانية ووصفت ما قدموه بـ«الجميل الحسن» > عمر بن لادن: آن الأوان لنعود ونستقر في بلدنا الحبيب السعودية

صورة ضوئية من قصة «الشرق الأوسط» أمس التي تناقلتها وكالات الانباء ويبدو فيها سعد وعمر وعبد الرحمن بن لادن
TT

أكدت نجوى الغانم، أولى زوجات أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، أنها اشتاقت كثيرا إلى أولادها الستة المحتجزين في إيران منذ أكثر من 8 سنوات ونصف. وأضافت في اتصال هاتفي أجرته معها «الشرق الأوسط» أمس إنها في حالة صحية سيئة وتدعو الله ليل نهار، وتأمل في فرجه القريب بسرعة لم شمل العائلة بعودة أطفالها وأحفادها الأحد عشر الذين لم ترهم من قبل لوجودهم في إيران.

وناشدت نجوى الغانم السلطات الإيرانية أن تكمل الجميل الحسن بما قدمته من استضافة وإعاشة لأولادها منذ عام 2001 حتى اليوم بسرعة تسهيل عودة أبنائها إلى العائلة.

ووصفت نجوى لـ«الشرق الأوسط» مشاعر الفرح التي انتابتها عندما علمت أن أولادها الستة بخير وعلى قيد الحياة في إيران بأنها نتيجة «نعمة الشكر لله وحده عز وجل والصلاة بالليل والدعاء أن يحفظهم من أي مكروه، وقد استجاب الله لنا لأنهم أبرياء من أي ادعاءات».

وكانت «الشرق الأوسط» نشرت بالأمس مقابلة مع نجلها عمر بن لادن، كشف فيها عن وجود 6 من أشقائه وزوجة أبيه (أم حمزة) في إيران منذ عام 2001، مؤكدا لجوء شقيقته إيمان إلى السفارة السعودية في طهران، بعد أن فرت من الحراسة المفروضة عليها.

وقالت أولى زوجات أسامة بن لادن لـ«الشرق الأوسط»: «يحتجز في مجمع سكني أولادي سعد وعثمان ومحمد وفاطمة وبكر وأولادهم وزوجاتهم بالإضافة إلى السيدة خيرية (أم حمزة)زوجة بن لادن، أما ابنتها إيمان فهي في ضيافة السفارة السعودية في طهران، وقالت إنها تتصل بها وتطمئن عليها عبر تحويلة داخلية وإنها تعيش معززة مكرمة في غرفة خاصة في السفارة حتى يحين الفرج إن شاء الله بسفرها إلى السعودية أو سورية أو أي دولة من دول الجوار». وقدمت نجوى الغانم شكرها للسلطات الإيرانية على رعاية أولادها الستة خلال تلك السنوات لأنهم لم يمسوا بأذى، وكانت تعتقد بسبب طول غياب أخبارهم أنهم وافتهم المنية أو لحق بهم مكروه، ولكن المكالمة الهاتفية التي أجرتها إيمان مع شقيقها عبد الله قبل أن تلجأ إلى السفارة السعودية في طهران أحيت من جديد في نفسها الأمل. وأكدت أن جميع أولادها من أسامة بن لادن ليس لهم علاقة من قريب أو من بعيد بشبهة الإرهاب، لقد كانوا يعيشون في أفغانستان مع والدهم لأنهم عائلته.

وأشادت نجوى الغانم عبر «الشرق الأوسط» كثيرا بسفارة خادم الحرمين الشريفين في العاصمة طهران. وقالت: «والله ما قصروا، ما قاموا به يعتبر دينا في رقابنا، لقد عامل القائمون في السفارة ابنتي بكل حب وتقدير واحترام واعتبروها مثل ابنتهم، جزاهم الله عنا كل خير، وجعل ما قدموه من جهود في سبيل عودتها حتى الآن إلى حضن العائلة في ميزان حسناتهم يوم القيامة إن شاء الله». إلى ذلك، رفض مسؤول في السفارة السعودية (طلب عدم الكشف عن اسمه) التعليق على الظروف التي تعيش فيها إيمان، وقال يمكنكم التأكد أنها بخير من أشقائها ووالدتها الذين يطمئنون عليها يوميا، والاتصالات بينهم لا تنقطع، مشيرا إلى أن كثرة الحديث إلى الإعلام قد يضر بجهود الوساطة التي تبذل مع السلطات الإيرانية. من جهته، قال عمر بن لادن رابع أكبر أبناء زعيم «القاعدة» لـ«الشرق الأوسط» إنه لم تكن لديه فكرة أن أشقاءه وشقيقاته على قيد الحياة حتى اتصلوا به في نوفمبر (تشرين الثاني)، وأبلغوه كيف أنهم فروا من أفغانستان قبيل هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) ومشوا إلى الحدود الإيرانية. وتم نقلهم إلى مجمع محاط بأسوار خارج طهران حيث يقول الحراس إنهم لا يسمح لهم بالمغادرة من أجل سلامتهم. وقال إن «الأوان قد آن كي يعود أولاد بن لادن إلى أرضهم الطاهرة الطيبة وبلدهم الحبيب السعودية بدلا من هذا التشتت الذي نحن عليه اليوم». وقال عمر إن «أقاربه يعيشون حياة طبيعية قدر الإمكان في إيران اليوم ويقومون بطهي الطعام ومشاهدة التلفزيون والقراءة. ويسمح لهم بشكل نادر بالخروج للتسوق»، وشكر السلطات الإيرانية على حسن رعايتها لأشقائه. وأضاف عمر: «لم تعرف الحكومة الإيرانية ماذا تفعل مع هذه المجموعة الكبيرة من الأشخاص التي لا يريدها أحد، ولذا حافظوا على أمنهم فحسب. ولذلك ندين لهم بالكثير من الامتنان ونشكر إيران من أعماق قلوبنا». ويأمل الآن أن يسمح لعائلته بمغادرة إيران واللحاق بوالدته أو لم شمل العائلة في السعودية وشقيقه وشقيقتيه في سورية أو اللحاق به وزوجته في قطر.

وتضم المجموعة الموجودة في إيران واحدة من زوجات بن لادن وستة من أبنائه و11 من أحفاده يعيشون في مجمع محاط بإجراءات أمنية مشددة خارج طهران على مدى السنوات الثماني الماضية.

وشنت القوات الأميركية والأفغانية هجوما واسع النطاق على جبال تورا بورا عام 2001 لملاحقة بن لادن السعودي المولد. ولم يتم العثور على بن لادن قط، ويعتقد أنه لا يزال يختبئ في المنطقة الحدودية الجبلية بين أفغانستان وباكستان. وكانت السيدة نجوى زفت إلى قريبها أسامة بن لادن وهي في الخامسة عشرة من عمرها. وكان عمْر العريس حينذاك 17 سنة. فأنجبت له 6 أبناء و4 بنات. وروت الزوجة الأولى لأسامة بن لادن، تفاصيل جديدة عن شخصية المطلوب الأول للولايات المتحدة، لكنها متعلقة هذه المرة بحياته الشخصية وعلاقته بزوجاته وأبنائه وهواياته الخاصة في كتاب خاص صدر في لندن قبل شهرين.

وقالت نجوى إن زوجها «أب متقشف حظر على أولاده الألعاب ومنع زوجاته من استخدام الأدوات الحديثة في المنزل، إلا أنه كان يحب الطبيعة وزراعة الزهور وكان يتحدث الإنجليزية بطلاقة ويعشق السيارات السريعة».

وفي الكتاب قدمت الزوجة الأولى، وأيضا عمر ابنه الرابع، نظرة فريدة عن الحياة الشخصية لزعيم «القاعدة» حتى 11 سبتمبر (أيلول) 2001 عند وقوع الهجمات على الولايات المتحدة.