رغم كل التقارير حول اختراق النظم الأمنية على شبكة الإنترنت على مدار السنوات، بما في ذلك الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها خدمة البريد الإلكتروني على محرك البحث «غوغل»، يبدي الكثيرون لا مبالاة إزاء اختيار كلمات سر لحساباتهم الإلكترونية.
فخلال الفترة الأولى من عمر شبكة الإنترنت، كانت أشهر كلمة سر للحسابات عليها «12345». اليوم زادت كلمة السر هذه رقما واحدا فقط، حيث أصبحت «123456»، وعجز ذلك عن جعل الحسابات أكثر أمنا. وطبقا لدراسة جديدة، لا يزال واحد من بين كل 5 مستخدمين للشبكة يصر على استخدام كلمات سر يمكن تخمينها بسهولة شديدة، مثل «123» في حماية حساباتهم. وقال أميتشاي شولمان، رئيس شؤون التقنية داخل شركة «إمبيرفا» المتخصصة في مجال صنع برامج لصد المتسللين، إن هذا الأمر «أشبه بعيب وراثي في البشر. إننا نعاين الأنماط ذاتها منذ التسعينات». ودرس شولمان وشركته قائمة تضم 23 مليون كلمة سر سرقها متسلل مجهول الشهر الماضي من «RockYou»، وهي شركة لإنتاج برمجيات لمستخدمي مواقع شبكات اجتماعية، مثل «Facebook» و«MySpace». نشرت هذه القائمة لفترة وجيزة على شبكة الإنترنت، وتمكن كل من المتسللين والباحثين الأمنيين من تحميلها. وجاء هذا الحادث الأخير ليوفر فرصة فريدة من نوعها للتعرف على نحو مفصل على عادات مستخدمي أجهزة الكومبيوتر في اختيار كلمات السر، وتوصلت «إمبيرفا» إلى أن 1% تقريبا من إجمالي 32 مليون شخص خضعوا للدراسة استخدموا «123456» ككلمة سر.