باكستان: ساعدنا إيران على اعتقال زعيم «جند الله» على متن طائرة ركاب

مسؤول باكستاني لـ «الشرق الأوسط»: قصة طهران بعيدة عن الحقيقة

TT

في إحراج دبلوماسي وسياسي وأمني بالغ لإيران، نفت باكستان أمس علانية «الرواية الإيرانية الرسمية» حول الطريقة التي تم بها اعتقال زعيم تنظيم جند الله عبد الملك ريغي. وقال مسؤول حكومي باكستاني بارز لـ«الشرق الأوسط» ان إسلام آباد «اضطلعت بدور محوري في عملية إلقاء القبض على ريغي»، مشددا على أن «القصة الإيرانية بعيدة كل البعد عن الحقيقة», فيما كشف السفير الباكستاني في طهران محمد عباسي أن باكستان ساعدت إيران على اعتقال عبد الملك ريغي «على متن طائرة ركاب مدنية كانت آتية من دبي»، موضحا «سأقول لكم إن هذا العمل لم يكن ممكنا لولا تعاون باكستان». وأضاف «أنا سعيد لأنه قد اعتقل، وستكتشفون معلومات أخرى في اليومين أو الثلاثة المقبلة». وأكد عباسي أن «باكستان كانت تسعى أيضا إلى ريغي»، مؤكدا أن الحديث عن أن زعيم جند الله وحركته اللذين كانا يستفيدان من دعم باكستاني قد «صدمه»، مشيرا إلى أن إسلام أباد «سلمت طهران في السابق أعضاء آخرين» في هذه الحركة. وخلص عباسي إلى القول «لا يستطيع احد أن يقول أن باكستان تقوم بتحركات ضد إيران.. باكستان تحارب الإرهاب الذي لا هوية له ولا حدود».

وكانت «الشرق الأوسط» قد كشفت أمس في قصة خاصة أن الرواية الإيرانية الرسمية حول ملابسات الاعتقال «عمل استعراضي». وأوضحت مصادر إيرانية مطلعة أن ريغي اعتقل «قبل أيام» وسلمته استخبارات دولة مجاورة (باكستان) لإيران في إطار التعاون الأمني بين الطرفين. وفيما حافظت إيران على روايتها بشأن ملابسات اعتقال ريغي، أبلغ مسؤولون بتنظيم «جند الله»، «الشرق الأوسط»، أن عملية الاعتقال التي وصفوها بـ«الحادث المرير والمؤلم الذي جلب الألم لقلوب ملايين البشر في إيران وبلوشستان» هي نتاج تعاون مع الغرب، بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية الأميركية والاستخبارات الأفغانية والباكستانية. فيما قالت مصادر عربية وغربية في العاصمة الإيرانية لـ«الشرق الأوسط» إن مبالغة طهران في الاحتفال بعملية اعتقال ريغي وملابساتها «تستهدف في الأساس التغطية على المشكلات الداخلية مؤقتا في الداخل».