القذافي: المواطن العربي متمرد.. والحكام في وضع لا يحسدون عليه

مصادر فلسطينية: أبو مازن غاضب > أردوغان يصف تصرفات إسرائيل بالجنون > موسى يدعو العرب للاستعداد للفشل الكامل للمفاوضات

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يدخن خلال جلسات اليوم الأول للقمة العربية في سرت فيما ظهر رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني وقد غلبه النوم خلال القاء موسى كلمته (أ.ف.ب)
TT

انطلقت أمس في مدينة سرت الليبية أعمال القمة العربية الثانية والعشرين، بمشاركة 14 زعيما عربيا. وشهدت جلستها الافتتاحية هجوما عنيفا من قبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على السياسة الإسرائيلية الاستيطانية، واصفا ما تقوم به إسرائيل تجاه القدس بـ«الجنون».

وقال اردوغان أن وزراء اسرائيليين أعلنوا أن القدس الموحدة عاصمة لاسرائيل، مضيفا «هذا جنون وهذا لا يلزمنا اطلاقا». وأضاف أن «القدس هي قرة عين كل العالم الاسلامي.. ولا يمكن قبول اعتداء اسرائيل على القدس والاماكن الاسلامية اطلاقا».

وأكد رئيس الوزراء التركي، الذي قوطع اكثر من مرة بتصفيق حاد من الحاضرين أن «احتراق القدس يعني احتراق فلسطين واحتراق فلسطين يعني احتراق الشرق الاوسط». وحرص الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون على طمأنة العرب مؤكدا أن «المفاوضات ينبغي أن تفضي الى عاصمة لدولتين في القدس»، غير ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي تحدث بعده، أكد انه «لا يمكن استئناف المفاوضات غير المباشرة .. من دون وقف كامل للانشطة الاستيطانية في القدس». وخاطب القادة العرب قائلا «ان القدس امانة وضعها الله فى اعناقكم». ويأتي ذلك فيما أكدت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» ان محمود عباس يشعر بالغضب من عدم استقبال الزعيم الليبي معمر القذافي له في المطار على غرار باقي الرؤساء والملوك العرب. وفيما كانت الوفود العربية تنتظر من القذافي مفاجأة كتلك التي اعتاد تفجيرها في قمم سابقة، فانه فاجأهم بكلمة قصيرة لم تتضمن اي موقف خارج عن المألوف باستثناء النقد الذاتي الذي قدمه لنفسه ولـ «النظام الرسمي العربي». فقد قال القذافي «ان المواطن العربي: متمرد وينتظر الافعال والشارع العربي شبع من الكلام وسمع كلاما كثيرا وانا شخصيا تحدثت خلال اربعين عاما في كل شيء والمواطنون العرب ينتظرون منا نحن قادة العرب الافعال وليس الخطب. واضاف ان «القادة في وضع لا يحسدون عليه لانهم يواجهون تحديات غير مسبوقة..والجماهير ماضية في طريق التحدي للنظام الرسمي». ودعا القذافي الى «عدم الالتزام بقاعدة الاجماع» في العمل العربي المشترك. كما انتقد محدودية الصلاحيات الممنوحة لرئيس القمة العربية. فبعد ان وجه الشكر الى امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على رئاسته القمة لمدة عام، قال «ليس لدينا شيء نستطيع ان نحاسبه عليه لاننا لم نعطه صلاحية».

من ناحيته دعا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى القادة العرب إلى ان يدرسوا خلال هذه القمة «الاحتمال القائم لفشل عملية السلام» في ضوء «السياسة الاسرائيلية الخرقاء التي لا تترك فرصة لتحقيق السلام الا واهدرتها». كما اقترح موسى «اطلاق حوار عربي- ايراني للنظر في معالجة القضايا العالقة» غير أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط رد على اقتراح موسى بالقول أن «غالبية الدول العربية لا ترحب» بذلك الان.