خطأ طيار الرئاسة يفجع بولندا ويحرج روسيا

الرئيس وزوجته وصفوة الحكم بين الضحايا

رجل إطفاء بولندي يضع ملصقا لصورة الرئيس الراحل بعد أنباء مقتله في حادث الطائرة (إ.ب.أ)
TT

فجعت بولندا بفقدان رئيسها ليخ كاتشينسكي وزوجته والعشرات من صفوة السياسيين والعسكريين، إثر مقتلهم في حادث تحطم طائرة كانت تقلهم في روسيا بسبب خطأ تسبب فيه الطيار. وقتل جميع من كانوا في الطائرة «تو - 134»، وعددهم 96 شخصا بينهم 88 هم أعضاء الوفد البولندي، عندما تحطمت في منطقة غابات قرب سمولنسك في غرب روسيا.

وأفادت وكالات الأنباء الروسية أن السلطات الروسية اقترحت على الطاقم البولندي الهبوط في مينسك أو موسكو بسبب كثافة الضباب، لكن الطيار رفض الاقتراح وحاول مرارا الهبوط قرب سمولنسك كما كان متوقعا، وتحطمت الطائرة في رابع محاولة هبوط.

وكان مقررا أن يزور الرئيس البولندي وما يزيد على 800 من الشخصيات الرسمية وغير الرسمية منطقة كاتين بمقاطعة سمولنسك للاحتفال بذكرى المذبحة التاريخية التي تقول بولندا إن الاتحاد السوفياتي وبأوامر شخصية من ستالين قتل فيها الآلاف من الضباط والمثقفين البولنديين المناوئين له إبان الحرب العالمية الثانية. ورغم أن الإشارات الأولية تحدثت كلها عن فرضية الحادث، فإن مقتل الرئيس والعشرات من صفوة الطبقتين السياسية والعسكرية، وهم في طريقهم لإحياء ذكرى أحداث مؤلمة في العلاقات الطويلة والمعقدة بين البلدين، سلط الضوء مجددا على الحساسيات الدفينة. وفيما يعكس فعلا وجود هذه الحساسيات، تولى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين شخصيا التحقيق في الحادث.

ونتيجة الكارثة، دخلت الدولة البولندية وجيشها أزمة خطيرة، إذ تولى رئيس مجلس النواب برونيسلاف كوموروفسكي مهام رئيس الدولة طبقا للدستور، وعقدت الحكومة اجتماعا عاجلا أمس لتحديد خطواتها التالية، كما أعلن الحداد الوطني لمدة أسبوع.