رحيل الجابري.. فيلسوف «العقل العربي» في صحوته ونكبته

رفض جوائز من صدام والقذافي.. ومن بلده أيضا

TT

غيب الموت، أمس، الفيلسوف والمفكر العربي الكبير محمد عابد الجابري عن عمر يناهز 75 سنة، بعدما شغل العالم العربي والإسلامي بأفكاره وطروحاته حول الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والإسلام، إلا أن الجابري لم يشغل وينشغل بشيء بقدر انشغاله بـ«العقل العربي» الذي كرس له جل حياته وأعماله وألف حوله سلسلته ذائعة الصيت «في نقد العقل العربي» في 3 أجزاء وهي: «تكوين العقل العربي»، و«بنية العقل العربي»، و«العقل السياسي العربي»، التي تعالج العقل العربي في صحوته ونكبته عبر التاريخ، وترجمت إلى الكثير من اللغات، وباتت ركنا أساسيا فيما يمكن وصفه بالفلسفة العربية الحديثة.

ترك محمد عابد الجابري عددا من المؤلفات، من بينها: «نحن والتراث: قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي»، و«العصبية والدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي», و«إشكاليات الفكر العربي المعاصر» و«الديمقراطية وحقوق الإنسان» و«مسألة الهوية: العروبة والإسلام والغرب»، و«المثقفون في الحضارة العربية: محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد».

نال الجابري عدة جوائز عربية ودولية,الا ان من أكثر الأمور التي أثارت جدلا حوله, هو رفضه الانضمام إلى الأكاديمية الملكية المغربية التي تضم نخبة من العلماء والمفكرين والكتاب من المغرب وأميركا وأوروبا وأفريقيا وآسيا.

ولم تكن جائزة المغرب وحدها التي اعتذر عنها الجابري، بل اعتذر كذلك عن عدة جوائز، منها جائزة الرئيس العراقي صدام حسين ومقدارها 100 ألف دولار. كما اعتذر الجابري في عام 2002 عن «جائزة العقيد معمر القذافي لحقوق الإنسان» وقيمتها 32 ألف دولار.