البحر.. رقم جديد في معادلة التهريب للسعودية

«الشرق الأوسط» تقف على بعد أميال من الميناء البحري الذي كان يمد الحوثيين بالسلاح

دورية تابعة لحرس الحدود خلال جولة مراقبة في المياه الإقليمية السعودية (تصوير: خالد الخميس)
TT

هناك الكثير من المعطيات التي قد تنبئ بتحول الحدود البحرية للسعودية إلى خط مفضل للمهربين، بالنظر إلى الإجراءات والتدابير التي بدأت الرياض في اتخاذها على حدودها البرية، مما قد يفوت فرصة استغلالها من قبل المهربين والمتسللين.

ومعلوم أن السعودية تشترك مع اليمن بحدود برية وبحرية، وتعتبر الحدود البحرية بين الدولتين، أحد الخطوط التي ينشط تهريب المخدرات والممنوعات عبرها والتي يزيد طولها عن 58 ميلا بحريا.

وعلى الرغم من أن الحال في البحر ليس كما هو في البر، فإن الوقائع تفيد بوجود سباق من قبل المهربين لتطوير زوارقهم المائية، وتزويد سرعتها لمقاومة دوريات حرس الحدود العاملة على حراسة وحماية المياه الإقليمية السعودية.

وأحبطت السعودية عبر دوريات حرس الحدود، محاولة تهريب 522 بندقية كلاشنيكوف ضبطت بحوزة واسطة بحرية تعود لإحدى الدول العربية الأفريقية. وخلال الجولة التي قامت بها «الشرق الأوسط» على جزء من الحدود البحرية المشتركة بين السعودية واليمن برفقة دوريات حرس الحدود، كان الهدوء هو المسيطر على الجو العام، بعيدا عن عمليات الكر والفر التي قد تشهدها الحدود البرية، ولكن هذا لا يعني عدم وجود بعض ما يثير هدوء البحر وسكينته.

وشملت جولة «الشرق الأوسط» البحرية، جزيرتي أبو الظفر والعاشق، السعوديتين، اللتين تركز قوات حرس الحدود وجودها فيهما، وتعتبر الجزيرة الأخيرة أقرب الجزر السعودية لليمن، وتبعد أميالا قليلة من ميناء ميدي اليمني، الذي أكدت مصادر يمنية مسؤولة في تصريحات لها في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن إيران زودت من خلاله الحوثيين بأسلحة متطورة وصواريخ مضادة للدروع قبل نشوب الحرب السادسة مع الحكومة اليمنية، التي تخللها دفاع السعودية عن أرضها جراء انتهاك بعض المتسللين لحدودها.