رئيس الاستخبارات الباكستانية السابق لـ«الشرق الأوسط»: الوثائق المسربة «مفبركة» مثل أكاذيب غزو العراق

92 ألف وثيقة أميركية مسربة تثير جدلا عالميا.. وتؤكد دعم باكستان وإيران لطالبان

TT

كشف موقع «ويكيليكز» الإلكتروني المتخصص في الاستخبارات، أمس، عن 92 ألف وثيقة سرية أميركية، تلقي الضوء على الحرب في أفغانستان أثارت جدلا عالميا, قال مؤسس الموقع جوليان اسانج، إنها تحوي تفاصيل عن «جرائم حرب».

وأشارت الوثائق التي نشرتها أمس صحيفتا «نيويورك تايمز» الأميركية و«الغارديان» البريطانية ومجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، إلى أن عملاء استخبارات باكستانيين وعناصر من طالبان الأفغانية يلتقون بصورة منتظمة أثناء «دورات تتعلق بتدريبات سرية على الاستراتيجية» تهدف حسب «نيويورك تايمز» إلى تنظيم «شبكات من مجموعات متمردين يقاتلون الجنود الأميركيين في أفغانستان، حتى إنهم يعدون مؤامرات تهدف إلى اغتيال قادة أفغان».

وبحسب إحدى هذه الوثائق، فإن المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات الداخلية الباكستاني حميد غول، قد يكون التقى متمردين في يناير (كانون الثاني) 2009 بعد مقتل أحد قادة «القاعدة» زمراي المعروف باسم أسامة الكيني في باكستان. وللثأر لمقتله، أعد المتمردون هجوما نفذ بواسطة سيارة مفخخة نقلت من باكستان إلى أفغانستان. لكن الجنرال حميد غول قال في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، إن التقارير المسربة «مفبركة.. مثل أكاذيب غزو العراق», مشيرا إلى أنه مستعد للاستجواب. وأضاف: «من الممكن أن تكون الاستخبارات الأفغانية زرعت هذه المعلومة الخاطئة من أجل الحصول على أموال من متعهدين غربيين». وأضاف: «من المعروف حاليا أن البنتاغون أعطى عقودا لشركات خاصة من أجل تجميع معلومات استخباراتية داخل أفغانستان. وقد خصص البنتاغون مليار دولار من أجل ذلك. وعليهم القيام بشيء لتبرير هذه المخصصات الضخمة للمتعهدين».

وأثار نشر هذه المحفوظات غضب البيت الأبيض وقال إنها «تسريبات غير مسؤولة». وأعربت الحكومة البريطانية عن أسفها أيضا. واعتبرت باكستان أن المستندات «مغرضة» وليس لها أي أساس من الصحة.

وقال عبد الباسط المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية «كل ذلك لا ينم إلا عن عدم تفهم تام لمدى تعقد هذه المشكلات»، مشيرا إلى أن «الدور البناء والإيجابي لباكستان في أفغانستان لا يمكن إنكاره بمثل هذه التقارير المغرضة التي لا أساس لها».