قررت السلطات المصرية أمس إرجاء اجتماع كان من المقرر أن يشارك فيه وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي يوم الاثنين المقبل، إلى وقت لاحق لم يحدد، بسبب تصريحات نسبت إليه هاجم فيها قيادات عربية موجودة حاليا بالولايات المتحدة للمشاركة في مفاوضات لإحلال السلام في المنطقة، من بينهم الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن).
وقالت مصادر مطلعة في الخارجية المصرية أمس إن القاهرة استدعت القائم بالأعمال الإيراني للاحتجاج على تصريحات متقي التي اتهم فيها زعماء عربا لم يسمهم بالخيانة لشعوبهم من خلال المشاركة في مفاوضات التسوية. وكان من المقرر، بحسب ما أعلنته قبل يومين كل من القاهرة وطهران، أن يلتقي وزيرا خارجية مصر وإيران (إضافة لكوبا) في اجتماع ترويكا عدم الانحياز لبحث قضايا المنطقة والاستماع إلى الجانب الإيراني.
وقالت المصادر إن السفيرة وفاء نسيم، مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب وزير الخارجية المصري، أبلغت القائم بالأعمال الإيراني أنه، وفي ضوء هذا التطور، فقد تقرر إرجاء اجتماع ترويكا حركة عدم الانحياز إلى موعد يحدد لاحقا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك. وذكرت وكالة أنباء «فارس» أن متقي توجه في تصريحاته بعد تأدية الصلاة في مسجد الإمام الحسين بطهران إلى بعض القادة «الذين يخوضون مفاوضات السلام مع الكيان الصهيوني وفقا لإملاءات أميركا» بالقول: عليكم أن تدركوا أنكم تمارسون مبدأ الخيانة مع شعوبكم وأن مفاوضاتكم تعد مسمارا في نعش هذا السلام.