وزير إسرائيلي: أخطأنا بعدم تبني المبادرة العربية

قال لـ«الشرق الأوسط» إن تحقيق السلام يحتاج لقائد شجاع.. وسيكون ضربة للمشروع الإيراني الحربي

فتى مصري على ظهر جمل في طريق السلام بمدينة شرم الشيخ المصرية التي تحتضن اليوم الجولة الثانية من مفاوضات السلام (أ.ف.ب)
TT

عشية انعقاد جولة ثانية من مفاوضات القمة الإسرائيلية الفلسطينية، في شرم الشيخ المصرية اليوم، وجه وزير شؤون الأقليات في الحكومة الإسرائيلية أفيشاي برافرمان، الذي ينافس على رئاسة حزب العمل، انتقادا شديدا للحكومة الإسرائيلية السابقة برئاسة أرييل شارون، على تجاهلها للمبادرة العربية للسلام. وقال إن «هذه المبادرة تاريخية. وكان يجب تلقفها وتبنيها». ودعا إلى تصحيح هذا الخطأ والإفادة منها لصنع السلام التاريخي مع جميع الدول العربية والإسلامية.

وقال برافرمان، الذي يسعى لانتزاع رئاسة حزب العمل كخطوة للفوز برئاسة الحكومة، إن هذا السلام ممكن، ويحتاج إلى قائد شجاع. ودعا في حوار خاص بـ«الشرق الأوسط»، رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، أن «يتحلى بالشجاعة ويتحرر من القيود الآيديولوجية القديمة، التي ولى زمانها، ويسعى لإنجاح مفاوضات السلام مع الرئيس الفلسطيني». واعتبر قضية البناء الاستيطاني مسألة ثانوية لا تستحق أن تفشل المفاوضات بسببها، مع العلم بأنه لا يمانع في الاستمرار في تجميد البناء ما دامت المفاوضات مستمرة.

وأعرب عن امتعاضه من تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، التي تناقض تماما أقوال نتنياهو، ودعا لاستقالة ليبرمان أو إقالته. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، قد أنهت استعداداتها لهذه الجولة من المحادثات طالبة من الرئيس المصري حسني مبارك، أن يشارك فيها لتشجيع نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، على التقدم في المحادثات وإزالة عقبة البناء الاستيطاني من أمام طريق المحادثات. وحسب مصدر حكومي إسرائيلي فإن نتنياهو وأبو مازن اتفقا على صيغة تتيح التقدم في المفاوضات، مؤكدا أن نتنياهو لن يبني مشاريع كبرى في المستوطنات، ويريد أن يكون الاستيطان رمزيا. وستنتقل كلينتون إلى إسرائيل، بعد هذه الجولة، لتلتقي ليبرمان، الذي يعتبر أحد المعادين الأساسيين للمفاوضات. وستحاول إقناعه بتخفيف موقفه وانتقاداته. وكان ليبرمان ينوي السفر إلى البيت الأبيض للقاء نائب الرئيس جو بايدن، ومستشار الأمن القومي جيمس جونز، وربما الرئيس باراك أوباما. ولكن كلينتون طلبت منه أن لا يسافر وأن ينتظرها في القدس. فاستجاب.

الى ذلك قال الدكتور نبيل شعث، عضو الوفد الفلسطيني المفاوض، إن المفاوضات ستنطلق اليوم بلقاءات منفردة يعقدها الرئيس مبارك مع كل من محمود عباس، ونتنياهو، ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، كل على حدة، قبل عقد جلسة عامة تضم جميع الأطراف.

وأكد شعث لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس المصري سيحاول دفع إسرائيل لمفاوضات جادة من دون شروط مسبقة، وسيبذل جهوده خلال هذه الاجتماعات من أجل تقريب وجهات النظر، وجسر الهوة بين مواقف الأطراف، قبل بدء اللقاءات المباشرة.