رحيل داعية الحوار بين أتباع الأديان

المفكر الجزائري محمد أركون توفي في باريس

TT

رحل في العاصمة الفرنسية، المفكر العربي الكبير محمد أركون، الذي يعد أحد «دعاة» الحوار بين أتباع الأديان, بعد معاناة طويلة مع المرض.

اشتغل أركون الذي ولد عام 1928 في بلدة تاوريت الجزائرية، طوال حياته على إعادة قراءة التراث العربي والإسلامي من خلال منهج حديث، خاصة في كتبه الكبرى: «ملامح الفكر الإسلامي الكلاسيكي»، و«دراسات في الفكر الإسلامي»، و«الإسلام أصالة وممارسة»، و«الفكر الأصولي واستحالة التأصيل»، وغيرها. وهي مؤلفات وضعته في قمة المشتغلين بالتراث والفكر الإسلاميين، وكرسته واحدا من أهم القامات الفكرية التي ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين.

كما اهتم بإجهاضات عصر النهضة. وهو ما جعل أركون يلقي الضوء على معايب الثورات الاستقلالية والحكومات العربية التي أفرزتها، محملا إياها مسؤولية الانتكاسات التي حدثت بعد ذلك. واستخدم أركون في قراءته للتراث ترسانة هائلة من المناهج العلمية الحديثة التي ظهرت في إطار العلوم الاجتماعية الغربية وحاول تطبيقها على الفكر والفقه والتاريخ الإسلامي، وكان أبرز المشاركين والمحاورين في التفاعل بين الثقافة العربية والغربية قبل وبعد 11 سبتمبر (أيلول)، منتقدا بشدة بعض الحركات الاستشراقية الغربية التي ظهرت في أعقاب بزوغ حركات الإسلام السياسي الحديثة.