حذر المؤتمر الوطني الحاكم في السودان من أن المواطنين الجنوبيين، الذين سيشاركون في الاستفتاء على تقرير المصير، ستسقط عنهم الجنسية السودانية في حال اختار الجنوبيون الانفصال. وعلمت «الشرق الأوسط» أن المؤتمر الوطني بعث برسالة للحركة الشعبية ردا على مقترحات تقدمت بها حول موضوع المواطنة والجنسية. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن «الوطني» شدد على اعتبار كل من تتوفر فيه شروط الاستفتاء، مواطنا لدولة الجنوب بعد إعلان الانفصال مباشرة، وبالتالي «ستسقط حقوقه القديمة». وكانت الحركة الشعبية قد تبنت الدعوة للحريات الأربع بما فيها الإقامة والتملك في الدولتين ومنح الجنوبيين مهلة لستة أشهر بعد الاستفتاء ليختاروا الدولة التي يريدون الانتماء إليها. لكن المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير رأى أن اقتراح «الجنسية المزدوجة» أمر يخص كل دولة مستقبلا، لتقرر فيه بحريتها.
وسيطرت حالة التوتر على المشهد السياسي بدرجة تكشف فشل المساعي الدولية بنيويورك في نزع فتيل قنبلة موقوتة قابلة للانفجار مع اقتراب ساعة الصفر وقيام استفتاء الجنوبيين بعد 102 يوم، وتبادل الاتهامات بشأن تقسيم موارد النفط بينهما، وذلك بعد يوم على تحذيرات منظمة الشاهد الدولية المعنية بشؤون النفط (غلوبال ويتنس) بشأن احتمال نشوب صراع بين الطرفين بسبب النفط في حال لم يتم التوصل إلى تفاهمات قبل الاستفتاء.