مفاوضات سرية.. دولة فلسطينية مقابل تأجير أراض لإسرائيل

مصادر فلسطينية تؤكد لـ«الشرق الأوسط» المفاوضات * مكتب نتنياهو: رئيس مفاوضينا عاد من واشنطن * الخارجية الأميركية: لا نعلق على الاتصالات غير العلنية * مصدر مصري: قد تكون مفاوضات حلحلة

عدد من الأطفال الفلسطينيين يراقبون مسلحين فلسطينيين من تنظيم الجهاد الإسلامي خلال مسيرة تنديد بالاعتداءات الإسرائيلية في رفح أمس (رويترز)
TT

بين تأكيد فلسطيني وعدم وضوح في المواقف المصرية والأميركية والإسرائيلية، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن محادثات تجري بعيدا عن الأنظار العربية بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، ترمي للتوصل إلى تفاهم بشأن الدولة الفلسطينية وحدودها والأراضي التي ستستأجرها إسرائيل من السلطة في منطقة القدس الشرقية المحتلة والأغوار لمدة 40 عاما، وفي رواية أخرى 99 عاما.

وأكدت مصادر فلسطينية، طلبت عدم ذكر اسمها، لـ«الشرق الأوسط» صحة هذه المعلومات وقالت إنها معلومات جديدة تكشفت مؤخرا ولم تكن السلطة الفلسطينية على علم بها، ولم تطلع الإدارة الأميركية الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) عليها.

وقالت المصادر إن هذه المباحثات التي وصفتها بالهادئة واعتبرتها «مدخلا أميركيا وليس إسرائيليا، تجري منذ فترة طويلة، للتوصل إلى قواسم مشتركة مع الجانب الإسرائيلي، من أجل تحقيق فهم أولي لمسألة الحدود، وتفاهم حول ما هو متوقع أن يبقى تحت السيادة الإسرائيلية».

وقال مصدر مصري، طلب عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»: «قد لا تكون هذه مفاوضات سرية بقدر ما هي هادئة لحلحلة المواقف من أجل أن تخرج أميركا من مأزق تعطل المفاوضات». وأكد المصدر قائلا: «هذا فهمنا لما يدور، وغير معنيين بتفسيره».

ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفي أو تأكيد هذه المعلومات. وقال الناطق باسمه اوفير يلدرمان لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نجري مفاوضات مكثفة مع الإدارة الأميركية من أجل استئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين». وأضاف يلدرمان أن «رئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض ومستشار رئيس الوزراء يتسحاق مولخو، عاد في مطلع الأسبوع من الولايات المتحدة، حيث أجرى محادثات مطولة ومكثفة في البيت الأبيض وفي وزارة الخارجية».

ورفض التعليق على هذه المعلومات مسؤول في الخارجية الأميركية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نجري اتصالات مستمرة وكثيرة مع إسرائيل. هذا جزء من علاقاتنا القوية والمتينة. بعض الاتصالات علني وبعضها غير علني، وطبعا لا نعلن عن غير العلني!».