بوش في مذكراته: فكرت في إقصاء تشيني لإظهار أنني القائد

قال إن نائبه بات يوصف بأنه شخص شرير عديم الشفقة.. ودافع بقوة عن قراره غزو العراق

TT

في أول عودة كبرى له بعد قرابة عامين التزم خلالهما الصمت على الصعيد العام، كشف الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، في كتابه الجديد (قرارات حاسمة)، المقرر طرحه في الأسواق الأسبوع المقبل، عن فجوة الخلاف الكبرى بينه وبين نائبه ديك تشيني، حيث يعترف بوش بأنه فكر في التخلي عن تشيني، كنائب للرئيس في انتخابات الرئاسة عام 2004، بغية دحض الخرافات بشأن نفوذ تشيني القوي داخل البيت الأبيض و«إظهار أنني القائد»، حسب ما ذكر الرئيس السابق في مذكراته.

وقد طرح تشيني الفكرة أثناء مأدبة غداء خاصة مع بوش في منتصف عام 2003. وكتب بوش في مذكراته قائلا: «درست العرض»، وقضى بوش عدة أسابيع يدرس إمكانية الاستعاضة عن تشيني بالسيناتور بيل فيرست، من تينيسي، زعيم الأغلبية، لكنه في النهاية رفض المقترح. وكتب بوش: «رغم المساعدة التي قدمها تشيني في أجزاء مهمة من قاعدتنا، فإنه تحول إلى هدف مستمر للانتقادات من قبل وسائل الإعلام وتيار اليسار. لقد جرى النظر إليه كشخص شرير عديم الشفقة»، والواضح أن الرئيس انتابه سخط حيال فكرة أن تشيني هو المسيطر الفعلي على البيت الأبيض. وكتب يقول: «قبول عرض تشيني كان أحد السبل التي يمكنني من خلالها إثبات أنني القائد».

ومثل والده، اختار بوش عدم كتابة سيرة ذاتية تتناول حياته من المهد حتى الوصول إلى البيت الأبيض، مفضلا تناول 14 قرارا حيويا، أو مجموعة من القرارات شكلت حياته وفترتي رئاسته، مثل لحظة إقلاعه عن الخمر، وأسلوب تعامله مع هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

في الجزء الأكبر من الكتاب، يدافع بوش بقوة عن فترة رئاسته، معلنا أن قراره بغزو العراق كان صائبا، لأن «أميركا أصبحت أكثر أمنا من دون ديكتاتور انتحاري يسعى إلى امتلاك أسلحة بيولوجية أو كيماوية»، و«الشعب العراقي بات أفضل حالا في ظل حكومة له حق مساءلتها، بدلا من أخرى تعذبهم وتقتلهم».