اليمن: الجوف.. عملتها الرصاص

ثمن 10 كيلوغرامات من السكر 15 طلقة

TT

ارتبط اسم محافظة الجوف اليمنية، في أذهان كثير من اليمنيين، بالخوف والرعب، وبالتقطعات والنهب والقتل وسرقة السيارات في السابق. أما الآن.. فقد أضيف إليها جنون آخر.. هو وجود تنظيم القاعدة، والمتمردين الحوثيين.

ولا يوجد في الجوف سوى مستشفى واحد لا يقدم خدمات طبية تذكر.. وليست فيه غرفة عمليات، ولا توجد كهرباء مركزية رغم أن محطة الكهرباء الغازية التي تغذي اليمن بالطاقة تقع في محافظة مأرب المجاورة، على بعد بضع عشرات الكيلومترات. وقلما تجد في الجوف شخصا لا يحمل سلاحا باستثناء العمال الوافدين من خارج المحافظة. حتى الأطفال وبعض النساء يحملون السلاح. والرصاص هو لغة التفاهم الوحيدة، لحسم الخلافات بين أبناء القبائل، لذلك فالثأر من أهم مشكلات الجوف المستعصية على الحل.

وكما أن الرصاص لغة التفاهم في الجوف، فهو أيضا، عملة ذات قيمة لا ترد، فالمواطنون الذين لا يمتلكون المال (الريال اليمني)، يشترون احتياجاتهم بواسطة الرصاص، بحسب سعر الذخيرة في الأسواق. فمثلا كيس السكر زنة 10 كيلوغرامات، يتم شراؤه بـ15 طلقة من الرصاص، وكيس القمح تدفع فيه 30 رصاصة، حتى تحولت مسألة البيع والشراء بالرصاص من حالة طارئة، إلى عادة درج عليها سكان هذه المحافظة.

وضمن سلسلة تحقيقات ميدانية تجريها «الشرق الأوسط» عن المنطقة، يرجع الشيخ حسين حازب، محافظ المحافظة، معظم المشكلات إلى ضعف التعليم. ويقر بوجود جوانب قصور كثيرة في مجال البنية التحتية والتنمية البشرية.