مصادر فرنسية لـ«الشرق الأوسط»: طلبنا من الأسد لجم أي مغامرة في لبنان

البطريرك صفير: لا نستبعد انقلابا ينفذه حزب الله

TT

قالت مصادر فرنسية رسمية واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» إن إحدى الرسائل التي نقلتها فرنسا إلى سورية خلال زيارة الرئيس بشار الأسد إلى العاصمة الفرنسية هي دعوة دمشق إلى «لجم الاندفاع» نحو أي مغامرة أمنية - عسكرية «لا يمكن التحكم لا بسيرها ولا بنتائجها» ويمكن أن «تفلت» وتخرج عن النطاق اللبناني المحض.

وأفادت المصادر بأن باريس «قرعت ناقوس الخطر ونبهت الجميع» من المخاطر المترتبة على أزمة واسعة في لبنان أو من «سيناريوهات» يروج لها ومنها احتمال أن يتحرك حزب الله ميدانيا في حال اتهام أعضاء منه أو مقربين منه في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري لفرض واقع عسكري وسياسي جديد في لبنان. وترى فرنسا أن تصرفا من هذا النوع «لن يفيد» وتساءلت: «ما الذي سيجنيه حزب الله إذا ما احتل بيروت أو أسقط حكومة الحريري؟ وما الذي سيفعله بهذا الانتصار العسكري؟». وتعتبر باريس أن ما يتداول به منذ فترة بخصوص جهود عربية أو غير عربية ومنها فرنسية من أجل «تأخير» صدور القرار الظني والضغط على المحكمة أو حتى إلغائها «لا أساس واقعيا له»، مضيفة أنه «ليس هناك خيار آخر في الوقت الحاضر غير ترك المحكمة تقوم بعملها» مما يعني عمليا انتظار صدور القرار الظني عن المدعي العام.

وجاء ذلك في وقت قال فيه البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير إنه لا يستبعد أن ينفذ حزب الله انقلابا في لبنان بعد صدور القرار الاتهامي، في حال إدانته، ولكنه أضاف أن «القيام بانقلاب شيء والمحافظة عليه شيء آخر». وقال: «وطننا ليس متروكا، بل له من يناصر قضيته والله يحفظه وهو الذي سيكون وراء خلاصه»، مشيرا في الوقت عينه إلى أن «المشكلات كثيرة إنما الإيمان بالله أكبر منها كلها، ولا بد من بلوغنا هذا الخلاص، فلبنان سيتجاوز المحنة بالتأكيد». وتابع يقول: «لبنان ليس ساحة متروكة أو بلدا لا يهتم أو يعتني به أحد، وهذا ليس جديدا في تاريخ هذا البلد المتنوع والمتعدد المذاهب والمشارب والثقافات».