الوثائق البريطانية: سعود الفيصل شخصية مثيرة للإعجاب.. وقدراته الكلامية فائقة

الرياض رفضت وجود أي قواعد عسكرية غربية في المنطقة.. وكانت تخشى تدخلا سوفياتيا في اليمن

الأمير سعود الفيصل
TT

بعد الغزو السوفياتي لأفغانستان عبرت السعودية عن مخاوفها بأن هذا التوجه الجديد للدولة الشيوعية حيال المنطقة قد يعني غزوا آخر قد يكون اليمن محطته الثانية. ووفقا للوثائق السرية البريطانية التي افرج عنها بعد مرور 30 عاما نقلت القيادة السعودية القلق إلى حلفائها خلال زيارة وزير الخارجية البريطاني، اللورد كارينغتون، إذ تقول إحدى الوثائق التي جاءت على لسان جيمس كريغ، سفير بريطانيا في الرياض، إن القيادة السعودية تتفق حول «خطورة الوضع»، وإن الغزو جزء من «سياسة توسعية في المنطقة، وإن غزوا سوفياتيا آخر قد يتبعه. وإن الجواب الغربي على الموضوع يجب أن يكون عسكريا وحازما».

الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، قال خلال مشاورته مع اللورد كارينغتون إن التدخل السوفياتي القادم ربما سيكون في الجمهورية العربية اليمنية. لكنه أظهر عدم قبوله أبدا بوجود أي قواعد عسكرية غربية في المنطقة، لأنها ستكون مؤذية أكثر من كونها مفيدة. كما أنه، أي الأمير سعود الفيصل، «اتهم الغرب بالضعف»، مضيفا أن شعوب المنطقة تحتاج إلى سلاح للدفاع عن نفسها.

وبدوره قال اللورد كارينغتون إن أنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند قد تجد تسليح باكستان تهديدا لها، إلا أن الأمير سعود الفيصل رد قائلا إن «قلق السيدة غاندي يدور حول الصين لا باكستان»، مضيفا أن ما حدث في أفغانستان قد يحدث في الجمهورية العربية اليمنية، وذلك من خلال انقلاب عسكري في صنعاء يرسي دعائم حكم لقيادة يسارية.

وتركز الوثيقة البريطانية على قوة علاقات الصداقة بين بريطانيا والسعودية، على الرغم من الخلافات الواضحة بين الطرفين حول اقتراح إيجاد قواعد عسكرية في المنطقة، وتشيد الوثيقة تحديدا بشخصية الأمير سعود الفيصل الذي وصفته بأنه «شخصية مثيرة للإعجاب، وواضح في أفكاره ويتمتع بقدرات كلامية فائقة وشخصية لطيفة ومحببة.. السعوديون هم أصدقاؤنا».