السودان: يوم تقرير المصير

سلفا كير: لا بديل عن التعايش السلمي

الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال استقباله وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وزوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون في نيويورك (واس).
TT

يدخل السودان اليوم في مرحلة تعد الأكبر والأهم في تاريخه الحديث، حيث يتجه نحو 4 ملايين من أبناء الجنوب، اعتبارا من صباح اليوم ولمدة 7 أيام، إلى صناديق الاقتراع للتصويت، إما للانفصال عن الشمال وتكوين دولة جديدة، أو الوحدة، وسط اهتمام وحضور دولي وإقليمي كبير. وقالت اللجنة المنظمة للاستفتاء في جوبا عاصمة الجنوب إنها رتبت كل شيء لبدء عملية الاستفتاء.

وقال رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين «ليس لدينا شيء نفعله. نحن في انتظار الغد.. قبل شهرين لم يعتقد أحد أن هذا سيكون ممكنا». وعاشت جوبا ليلة صاخبة، في انتظار الحدث الأكبر تخللتها أحداث عنف دامية بين ميليشيات متمردة وقوات الجيش الشعبي التابع لحكومة الجنوب، أدت إلى مقتل 6 أشخاص..عكرت الاجواء.. فيما ساد هدوء كبير في الشمال. واتهم وزير داخلية الجنوب الفريق قيير شوانق حكومة الشمال بمحاولة تخريب الاستفتاء، لكنه أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الاستفتاء سيمر بسلام. وأعلن رئيس حكومة الجنوب سلفا كير أمس تمسكه بالتعايش السلمي بين الشمال والجنوب في السودان، وقال من مقر الرئاسة في جوبا «لا بديل عن التعايش السلمي بين الشمال والجنوب». وأضاف كير وقد وقف السيناتور الأميركي جون كيري إلى جانبه «اليوم لا عودة إلى الحرب.. والاستفتاء ليس نهاية المطاف بل هو بداية مرحلة جديدة».

من جهته، دعا الأمين العام للحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب، الجنوبيين للتصويت للانفصال، وشدد على أنه سيذهب اليوم للتصويت «ولو أمطرت السماء نيرانا»، فيما رهن نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم محمد مندور المهدي قبول نتيجة الاستفتاء بالنزاهة والحرية, وعبر عن حزنه على الانفصال، وتوعد القوى المعارضة بسد الطريق أمامها لإسقاط الحكومة. وسادت حالة من الهدوء شوارع الخرطوم أمس بينما انخرطت الكنائس في صلوات وترانيم وصيام من أجل استفتاء آمن وسلام عادل مستمر.