السودان يبدأ مخاض مولد دولة

سلفا كير يشيد بـ«اللحظة التاريخية».. والجنوبيون اقترعوا بكثافة.. ومشاركة خجولة في الشمال *عرمان لـ «الشرق الأوسط»: نرتب لاتحاد أو كونفدرالية

ناخبة من جنوب السودان ترقص فرحا في اليوم الاول لاستفتاء حق تقرير المصير في جوبا أمس (رويترز)
TT

موفد أوباما لـ «الشرق الأوسط»: الاستفتاء تاريخي * الخرطوم تنادي بالوحدة * زوجة قرنق لـ «الشرق الأوسط»: سعيدة للجنوبيين.. وحزينة لمهمشي الشمال

* رقص الجنوبيون أمس وغنوا وبكوا في الشوارع فرحا بيوم الاستفتاء الذي يقربهم من ميلاد دولتهم الجديدة بعد أكثر من 55 عاما من المعاناة والحروب مع الشمال. وفي لحظة شبهها بأنها تاريخية، أطلق رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير صباح أمس عمليات الاقتراع في الاستفتاء حول مصير الجنوب، الذي يستمر 7 أيام حتى السبت المقبل.

وشهدت مراكز الاقتراع إقبالا «كثيفا جدا» واستمرت حتى المساء، واصطف الآلاف في صفوف طويلة، لم تمنعهم حرارة الشمس الحارقة. وجرى الاستفتاء في كل مناطق الجنوب ما عدا إقليم «مايوم» في ولاية الوحدة التي توجد بها آبار النفط، والتي شهدت اشتباكات بين ميليشيات متمردة وجيش الجنوب. وقال كير وهو يرفع إصبعه وعليها علامة الحبر بعد الاقتراع: «إنها اللحظة التاريخية التي طالما انتظرها شعب جنوب السودان». وجثت ربيكا قرنق أرملة زعيم ومؤسس الحركة الشعبية الراحل جون قرنق، على ركبتيها أمام مقبرة زوجها وقامت بالصلوات ثم أجهشت بالبكاء, وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إنها سعيدة للجنوبيين ولكنها حزينة لأن هناك الكثيرين من المهمشين في شمال السودان ما زالوا يعانون من التهميش.

وكان الحضور الأميركي قويا في جوبا, وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جون كيري: «إنها بداية فصل جديد في تاريخ السودان». كما ذكر سكوت غريشن, موفد الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى السودان, لـ«الشرق الأوسط»: إن الاستفتاء تاريخي.. وعلى الشمال والجنوب الاعتماد علينا».

وفيما شهد الاستفتاء في الشمال مشاركة خجولة, دعا القيادي بالمؤتمر الوطني محمد مندور المهدي سكان الخرطوم إلى المحافظة على الأمن في الولاية خلال فترة الاستفتاء ودعا الجنوبيين للتصويت للوحدة. ومن جانبه, قال ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إن حركته ستواصل العمل من أجل ترتيب العلاقات إما لاتحاد على أسس جديدة، أو كونفدرالية.