مصر تترقب.. والنظام يصارع فكرة «الرحيل»

مبارك: فاض بي الكيل وأريد الرحيل.. لكنني أخشى الفوضى * سليمان: لا الرئيس ولا ابنه سيترشحان * شفيق يعتذر عن هجوم ميدان التحرير * النائب العام المصري يمنع 3 وزراء بالحكومة السابقة وأمين تنظيم الحزب الحاكم السابق من السفر * 10 قتلى ومئات الجرحى في اشتباكات «التحرير»

متظاهرون مصريون ضد النظام يرشقون مؤيدين للرئيس مبارك بالحجارة أثناء اشتباكات في وسط القاهرة أمس (أ.ب)
TT

في وقت يترقب فيه المصريون ومعهم العالم، ما ستسفر عنه الاحداث المتلاحقة في مصر، بعد دعوة وجهتها حركة الشباب المصري المعارض التي تعتصم في «ميدان التحرير» بقلب العاصمة المصرية القاهرة، للتظاهر اليوم، تحت مسمى، «جمعة الخلاص», رفض نائب الرئيس عمر سليمان ورئيس الوزراء أحمد شفيق فكرة الرحيل الفوري للرئيس حسني مبارك التي يطالب بها المحتجون باعتبارها لا تتفق مع التقاليد المصرية. وحاول النظام المصري امس امتصاص غضب الشارع عبر الاعتذار عن احداث اليومين السابقين واتخاذ اجراءات ضد عدة مسؤولين. وأكد رئيس الوزراء، أن هناك تحقيقا يجري في أحداث «ميدان التحرير» التي سقط فيها  10 قتلى و896 مصابا، معربا عن عميق أسفه لما حدث وواصفا إياه بـ«المهزلة». ودعا نائب الرئيس في مقابلة مع التلفزيون الحكومي، مساء امس المتظاهرين المعتصمين في ميدان التحرير في وسط القاهرة إلى وقف اعتصامهم لان مطالبهم تم تنفيذها. وقال «يجب أن يعلم الشبان أن كل ما طلبوه قد تم تنفيذه واستمرار هذا الاعتصام يعني تنفيذ أجندات خارجية».

وأكد نائب الرئيس المصري، الذي عين في هذا المنصب السبت الماضي, مطمئنا المحتجين ان «لا الرئيس ولا ابنه سيترشحان للرئاسة». وأعلن سليمان أن حواراً بدأ مع بعض قوى المعارضة، وبينما أشار إلى أن «الإخوان المسلمين» لا يزالون مترددين، أعلنت الجماعة أمس رفضها لأي حوار مع النظام المصري قبل رحيل مبارك. وفي سياق متصل، أصدر النائب العام المصري قرارا يقضي بمنع 3 وزراء بالحكومة السابقة وأمين تنظيم الحزب الحاكم السابق من السفر، مع تجميد أرصدتهم البنكية لحين عودة الاستقرار الأمني بالبلاد وانتهاء التحقيقات فيما هو منسوب إليهم من تهم تتعلق بالاستيلاء على المال العام.

من جهته قال الرئيس المصري في مقابلة مع شبكة «ايه بي سي» التلفزيونية الأميركية امس انه يود مغادرة السلطة لكنه لا يستطيع خشية ان تنتشر «الفوضى». وقال مبارك «فاض بي الكيل.. وأريد الرحيل لكنني اخشى الفوضى». واضاف «اذا تنحيت فستتولى جماعة الاخوان المسلمين السلطة». وأشار مبارك إلى انه قال لنظيره الأميركي باراك اوباما «انكم لا تدركون الثقافة المصرية ولا ما سيحدث ان استقلت». وتابع «لا يهمني ما يقوله الناس عني. ما يهمني الان هو بلادي، مصر تهمني». وقالت القناة ان مبارك كان مستاء من احداث ميدان التحرير وقال «لا اريد ان ارى المصريين يتقاتلون في ما بينهم»، محملا مسؤولية العنف إلى جماعة الاخوان المسلمين.