مصر في انتظار حكمائها

مصدر دستوري لــ«الشرق الأوسط»: هناك حل * معتصمو ميدان التحرير يعلنون أسبوع الصمود * أوباما: قلت لمبارك إن الطرق القديمة لن تنفع * شفيق: نحتاج إلى وجود الرئيس لأسباب تشريعية * طنطاوي وموسى في ميدان التحرير * تخفيف حظر التجول * 11 قتيلا وأكثر من 5 آلاف جريح منذ أسبوع

محتجون وعليهم آثار الاصابات خلال مظاهرة في ميدان التحرير بوسط القاهرة أمس (أ.ب)
TT

تترقب مصر ما تتمخض عنه المشاورات الساخنة، التي ستجرى اليوم بين ما يسمى «لجنة الحكماء»، التي شكلها عدد من مفكري مصر، لنزع فتيل الازمة، ونائب الرئيس المصري عمر سليمان، في وقت زار فيه وزير الدفاع حسين طنطاوي ميدان التحرير للقاء المحتجين. واعلن أعضاء في لجنة الحكماء انهم تلقوا إشارات إيجابية من نائب الرئيس، لمناقشة تفاصيل تصورهم بحل يرضي جميع الأطراف.

وقال مصدر قضائي رفيع المستوى في المحكمة الدستورية العليا بمصر، لـ«الشرق الأوسط»، إن الدستور المصري الحالي يمكن رئيس الجمهورية من الخروج الآمن نهائياً الآن وفوراً بدون إحداث أي فراغ دستوري أو حدوث انقلاب أو فوضى في إدارة أمور الدولة، بل يلزمه بذلك، لأن استمرار الرئيس مبارك على رأس السلطة حتى نهاية ولايته في سبتمبر (أيلول) المقبل، يعرض الدولة والشعب للفتنة والخطر المحدق.

ونزل أكثر من مليون مصري الى الشوارع للمطالبة برحيل الرئيس مبارك، فيما تصاعدت الضغوط الدولية على النظام المصري، لإجراء انتقال سريع للسلطة، فورا، واجراء اصلاحات ديمقراطية حقيقية، وضمان حق التظاهر السلمي. إلى ذلك أكد وزير الصحة المصري أمس، ان عدد قتلى الاشتباكات التي وقعت هذا الاسبوع في ميدان التحرير بالقاهرة، ارتفع الى 11 قتيلا، بالاضافة الى 5 آلاف جريح. وشملت المظاهرات اكثر من 10 مدن مصرية. وأعلن المتظاهرون في ميدان التحرير تصميمهم على البقاء في الميدان حتى سقوط النظام، واعلنوا اعتصاما مفتوحا أطلقوا عليه «أسبوع الصمود». وتوجه الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى ميدان التحرير حيث التقى بعدد من الشباب المتظاهرين.

وتزايدت الضغوط الدولية على النظام المصري, ودعا الرئيس الأميركي باراك اوباما أمس الرئيس مبارك «للاستماع» إلى شعبه. وقال انه ابلغ مبارك ان «العودة إلى الطرق القديمة لن تفلح بعد الآن» في مصر، قائلا ان «تغييرا فوريا» مطلوب وان «الانتقال يجب ان يبدأ الآن».

ورفضت الولايات المتحدة تحذير الرئيس مبارك بأن الفوضى ستعم مصر في حال استقالته، وقالت ان الاضطرابات ستستمر وربما تزيد اذا لم يتم تطبيق اصلاحات سياسية «ملموسة». ودعا المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس الرئيس مبارك وحكومته الى الجلوس مع ائتلاف عريض من المعارضة وجماعات المجتمع المدني في مصر، لمناقشة ميثاق سياسي جديد. ولمح غيبس الى ان الطريقة الوحيدة للخروج من الازمة هي تنحي مبارك بسرعة. من جانبهم دعا زعماء الاتحاد الاوروبي السلطات المصرية الى تلبية طموحات الشعب من خلال «الاصلاح لا القمع»، وقالوا خلال قمتهم في بروكسل أمس، ان انتقال السلطة الى حكومة ذات قاعدة عريضة يجب أن يبدأ فورا. من جهته قال رئيس الوزراء المصري احمد شفيق انه «يستبعد» ان يقبل الرئيس مبارك تفويض صلاحياته لنائبه عمر سليمان. واكد شفيق انه «يستبعد قبول الاقتراح»، مضيفا انه «لا داعي لتنحي الرئيس، اننا نحتاج لبقائه لأسباب تشريعية ووجوده نوع من صمام الامان». وتقرر أمس تخفيف فترة حظر التجول الساري منذ اكثر من اسبوع في القاهرة والاسكندرية والسويس ليصبح اعتبارا من السابعة مساء، بدلا من الخامسة مساء بالتوقيت المحلي.