مصر: رياح التغيير تطيح بقيادات الحزب الحاكم

استقالة جمال مبارك وصفوت الشريف وزكريا عزمي.. وتعيين حسام بدراوي أمينا عاما > المحتجون يرفضون التغييرات والسلطات تفرج عن 7 من قياداتهم

قائد المنطقة العسكرية المركزية بالقاهرة اللواء حسن الرويني (وسط) يقبل رأس احد المحتجين خلال زيارة قام بها الى ميدان التحرير أمس (إ.ب.أ)
TT

* مصادر قضائية لـ «الشرق الأوسط»: تعديلات دستورية سيعلن عنها قريبا > تضارب التصريحات الأميركية.. وكلينتون تحذر من «عاصفة» تهب على الشرق الأوسط

* هبت رياح التغيير بقوة أمس على مصر، بعد أن ظلت تحرك الشارع على مدى اثني عشر يوما منذ اندلاع مظاهرات الغضب، التي تمركزت بشكل أساسي في قلب ميدان التحرير بالعاصمة المصرية، وامتدت إلى باقي المحافظات. وبعد مظاهرة حاشدة شهدها ميدان التحرير أمس، أخفق فيها قائد المنطقة العسكرية المركزية اللواء حسن الرويني بالقاهرة في تهدئة المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس المصري حسني مبارك، أعلن الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الذي يرأسه مبارك، عن استقالة المكتب السياسي للحزب، بمن فيهم نجله، جمال مبارك (أمين السياسات), وصفوت الشريف (الامين العام), وزكريا عزمي (رئيس ديوان رئيس الجمهورية), وتعيين الدكتور حسام بدراوي المعروف بميوله الإصلاحية، ليتولى أمانة الحزب وأمانة السياسات خلفا للشريف ومبارك الابن. لكن المحتجين في ميدان التحرير رفضوا هذه الاجراءات وقالوا انها لن تشتت انتباههم عن مطلبهم الرئيسي وهو ان يتخلى مبارك عن الرئاسة، واعلنوا انهم سيواصلون مسيراتهم الاحتجاجية. وأفرجت السلطات المصرية مساء أمس عن 7 من قيادات المحتجين كانت اعتقلتهم الخميس الماضي.

ويلتقي نائب الرئيس عمر سليمان اليوم بقادة الاحزاب السياسية، واعضاء «لجنة الحكماء» التي تشكلت اخيرا، لايجاد مخرج سياسي. وأُعلن ان جماعة الاخوان المسلمين وافقت على الحوار مع النظام في ظل وجود مبارك, ولكنها وضعت شروطا. من جهتها رحبت الادارة الاميركية باستقالة نجل الرئيس المصري واعتبرتها «خطوة ايجابية»، وعبرت عن املها في اتخاذ خطوات اضافية.

لكن التصريحات الاميركية حول بقاء مبارك في السلطة، تضاربت أمس، ففي حين قال مبعوث الرئيس الاميركي بشأن الازمة المصرية فرانك ويزنر ان الرئيس مبارك يجب ان يبقى في السلطة لتوجيه التغييرات اللازمة، اعلن مسؤول اميركي ان ويزنر تحدث أمس بصفته مواطنا عاديا.

وحذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امام مؤتمر الامن في ميونخ أمس من «عاصفة» تجتاح منطقة الشرق الاوسط، ودعت قادة المنطقة الى اصلاحات سياسية عاجلة.

إلى ذلك أعلنت مصادر قضائية لـ «الشرق الأوسط» أنه يجري الإعداد بشكل جدي لصيغة نهائية للتعديلات الدستورية التي أعلن عنها مبارك في خطابه قبل أيام، والمتعلقة بمنصب رئيس الجمهورية.