مصر: الحوار في عنق الزجاجة.. والاحتجاج مستمر

نائب الرئيس يلتقي المعارضة وممثلين للشباب * المعارضة الإيرانية تحرج خامنئي بطلب تنظيم تظاهرة دعما للمحتجين المصريين * زويل يطرح خطة من 5 نقاط.. والبرادعي: لم أدع * مسيحيون ينظمون قداس الأحد مع المعتصمين.. والشباب يشكلون ائتلافا

نائب الرئيس المصري عمر سليمان خلال أول لقاء له أمس بعدد من ممثلي حركة «25 يناير» الاحتجاجية للاستماع إلى مطالبهم في القاهرة (أ.ب.إ)
TT

دخلت حالة الاحتقان السياسي في مصر مرحلة جديدة دون أن تتجاوز عنق الزجاجة في أعقاب توافق قوى سياسية في البلاد على بيان «تجاوز الأزمة» بعد سلسلة من المشاورات مع نائب رئيس الجمهورية اللواء عمر سليمان بدأ منذ يومين. وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين «التي كانت محظورة» أن حوارها مع نائب الرئيس لا يكفي لقضية الإصلاح، وأنهم يؤيدون مطالب الشباب المتظاهرين في الشارع.

وقالت قوى المعارضة إنها توصلت إلى توافق يقضي بالإسراع في تعديلات دستورية جوهرية، وإلغاء حالة الطوارئ، ومنح الإعلام حريته، لكن مصادر المعارضة قالت إن سليمان رفض مطلبها الداعي إلى تفويض سلطات الرئيس إلى نائبه. ولكن المحتجين في ميدان التحرير رفضوا ما توصل إليه اجتماع المعارضة وسليمان.

وقال الدكتور حسام بدراوي الأمين العام للحزب الوطني الحاكم، لـ«الشرق الأوسط»، إنه طالب خلال الاجتماع بإلغاء حالة الطوارئ فور استتباب الأمن، وأكد على ضرورة أن تشمل التعديلات الدستورية، المزمع إجراؤها في الفترة القادمة، المادة 88 لضمان الإشراف القضائي الفعال على الانتخابات.

وطرح العالم المصري أحمد زويل، وهو أحد أعضاء لجنة الحكماء التي تتوسط في الأزمة، خطة تغيير من خمس نقاط للخروج سريعا من الأزمة تتضمن «تكوين مجلس من القانونيين لتعديل مواد الدستور 76 و77 و88 و179، وتحديد جدول زمني لإجراء انتخابات حقيقية، وإلغاء قانون الطوارئ، وتعديل قانون الأحزاب، والإفراج عن المعتقلين السياسيين وبالأخص الشباب وجماعة الإخوان، وأخيرا، تغيير كامل في منظومة الإعلام المصري. وطالب، من دون أن يدعو صراحة إلى رحيل مبارك وهو المطلب الأساسي لحركة الاحتجاج، بأن يقوم نائب الرئيس عمر سليمان بمهمة الإشراف على هذه المرحلة. وانتقد المعارض المصري البارز محمد البرادعي الحوار الوطني، وقال إنه لم توجه إليه الدعوة للمشاركة فيه. وقال البرادعي «إن العملية ليست شفافة.. لا أحد يعلم من يتحدث مع من».

على صعيد آخر، شكل المحتجون «قيادة موحدة» مؤكدين انهم لن يرحلوا من ميدان التحرير قبل استقالة الرئيس المصري. وشهد الميدان قيام شباب «حركة 25 يناير» المعتصمين، بأداء صلاة الغائب على أرواح الضحايا الذين سقطوا في خضم الأحداث، وقبل ذلك أقام المسيحيون الأرثوذكس قداس الأحد، وذلك يوم أمس الذي أطلق عليه «أحد الشهداء». وفرض الملمح الفني نفسه على سطح الأحداث، حيث تحولت ساحة الميدان وما يحيطه من شوارع إلى مسارح مفتوحة، وسامر مستديم، لأداء الأغنيات والأناشيد الوطنية.

وفيما رفض شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب تصريحات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي التي دعا فيها الشعب المصري لمواصلة الاحتجاج وإقامة دولة إسلامية على غرار الثورة الإيرانية احرج زعيما المعارضة الايرانية مير حسين موسوي ومهدي كروبي, خامنئي بطلب تصريح لتنظيم حشد من أجل دعم احتجاجات مصر وتونس. ولم يصدر رد فعل من الحكومة الإيرانية التي قمعت الحركة الخضراء في 2009.

ورحبت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بحذر أمس بمشاركة الإخوان المسلمين في الحوار بين الحكومة والمعارضة في مصر.