الغرب يلوح بالقوة.. والقذافي يحاول التفاوض

«الناتو» يفرض مراقبة جوية 24 ساعة.. ومشروع حظر جوي دولي بتأييد خليجي وعربي * السعودية تدعو لوقف العنف في ليبيا

سكان ومقاتلون من المعارضة خلال غارة جوية على رأس لانوف أمس (رويترز)
TT

بينما لوحت واشنطن ودول أوروبية، أمس، بخيار القوة تجاه الزعيم الليبي معمر القذافي، كشفت مصادر ليبية مطلعة عن أن رجل القذافي المكلف بالتفاوض مع المجلس الوطني المؤقت، هو المهندس عزوز الطلحي، الذي ظهر أول من أمس على التلفزيون الليبي لطرح شروط المصالحة والتفاوض، بينما أعلن المجلس أنه لن يتفاوض إلا على رحيل القذافي، كما أكدت المصادر أنه دخل على خط التفاوض والمصالحة أيضا رئيس الوزراء السوداني الأسبق الصادق المهدي.

في غضون ذلك، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الخيار العسكري ما زال مطروحا للتعامل مع العنف المتصاعد في ليبيا، في حين بدأ حلف الشمال الأطلسي «الناتو» اجتماعات يومية أمس لبحث الخيارات العسكرية هناك. وأعطى مجلس «الناتو» المكون من سفراء أعضائه الـ28 أوامر أمس لطائرات «أواكس» في البحر المتوسط لمراقبة الأراضي الليبية على مدار الساعة. وحذر أوباما مساعدي القذافي من أنهم سيحاسبون على أي عنف يُرتكب في ليبيا.

من جهته، قال الناطق باسم البيت الأبيض جي كارني: «إن خيار تسليح المعارضة موجود على الطاولة، لكن إرسال قوات ليس على رأس القائمة».

وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أمس، أن بريطانيا وبعض الدول الأخرى تعمل بشكل عاجل بشأن قرار لمجلس الأمن الدولي يسمح بفرض حظر جوي فوق ليبيا، وفي وقت لاحق دعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى فرض منطقة حظر للطيران فوق ليبيا وإلى عقد اجتماع عاجل للجامعة العربية لمناقشة الوضع هناك.

من جانبها، أكدت جامعة الدول العربية أنها لا تمانع فرض حظر جوي على ليبيا وفقا لقرار وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير بالقاهرة، وذلك بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي.

ودعا مجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى وقف أعمال العنف حقنا للدماء وحفاظا على سلامة الشعب الليبي ووحدة أراضيه وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للجرحى والمتضررين. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لـ«الشرق الأوسط»: «أبلغت آلان جوبيه، وزير الخارجية الفرنسي، بالحظر الجوي في اجتماعنا بالقاهرة أمس (أول من أمس)، وأننا كجامعة لا نمانع فرض حظر جوي على ليبيا بعد التنسيق مع دول الاتحاد الأفريقي، وذلك وفقا للقرار الذي اتخذته الجامعة أثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب مطلع الشهر الحالي».