رفاق القذافي يتخلون عنه والنظام يتآكل

توالي الانشقاقات.. وبعد كوسا.. التريكي يغادر * كاميرون: هذه بداية النهاية

عناصر من الثوار الليبيين على الخطوط الأمامية شرق مدينة البريقة أمس (أ.ب)
TT

بات توالي الانشقاقات من كبار المسؤولين الليبيين وتخليهم عن الزعيم الليبي معمر القذافي يهدد أركان النظام الليبي وينبئ بقرب رحيله. فبعد إعلان وزير الخارجية موسى كوسا تخليه عن منصبه، تبعه بساعات عبد السلام التريكي سفير طرابلس الجديد لدى الأمم المتحدة, برفضه لأي منصب رسمي. وأكدت كل من واشنطن ولندن أمس أن الانشقاقات الأخيرة تعد ضربة قاسية للنظام الليبي، لكن طرابلس رأت وعلى لسان المتحدث الرسمي باسم الحكومة أن النظام «لا يعتمد على أفراد» وأن القذافي باق حتى النهاية، ووصف كوسا بأنه مريض عقليا.

وفي لندن قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس، إن «هذه بداية نهاية القذافي ومؤشر على أن المزيد من المقربين منه سيهجرونه». وتتوقع لندن أن يكشف كوسا أسرارا مهمة تساعد التحالف على التخلص من نظام القذافي. ورأى وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أن انشقاق كوسا دليل على «انهيار نظام» القذافي. وأكد مسؤول أميركي في واشنطن أمس أن «المقربين من القذافي يدركون أن الأمر انتهى». وقال الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة أمس إن ضربات التحالف أنهكت بشدة القوة القتالية للزعيم الليبي لكنه ليس على وشك الانهيار عسكريا. وقال وزير الهجرة الليبي السابق علي العريشي المنشق عن النظام، في مقابلة أمس، إن استقالة الوزير كوسا تعني أن أيام نظام القذافي «معدودة». وتابع العريشي: «لطالما قلت إنهم (المسؤولون الليبيون) محتجزون كرهائن في طرابلس. نجاح كوسا في الفرار أمر لا يصدق». وأضاف: «لم يعد للقذافي أحد. بات وحده مع أبنائه».

إلى ذلك، طالب القذافي قادة الدول المشاركة في التحالف الدولي بالتنحي وطالب شعوبهم بالبحث عن قادة جدد يحترمون ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. وقال القذافي في تصريح نقلته وكالة الأنباء الليبية الرسمية (أوج): إن «الحل لهذا المشكل هو أن يستقيلوا فورا.. وعلى شعوبهم أن تبحث عن بديل لهم، رؤساء جدد يحترمون العلاقات بين الشعوب، ويقدرون معنى العلاقات الدولية والقانون الدولي، ولا يؤمنون بالصليبية، وإلا إذا استمروا فإن العالم سيدخل في حرب صليبية حقيقية». من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم أمس إن القذافي وأبناءه موجودون في ليبيا ولن يغادروها وإنهم عازمون على البقاء حتى النهاية. وأضاف: «اطمئنوا كلنا هنا وسنظل حتى النهاية. هذه بلادنا». وقال إن الحكومة الليبية قوية على كل الجبهات. وفيما تتواصل المعارك سجالا بين قوات القذافي ومعارضيه، أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو) تسلمه قيادة كل العمليات في ليبيا.