سورية تنفجر.. قتلى بالعشرات وحرق مقرات لـ«البعث»

إمام الجامع العمري بدرعا لـ «الشرق الأوسط»: مستمرون في التظاهر ولكن نخشى الأسوأ * تحطيم تمثال باسل الأسد في درعا.. ومئات آلاف السوريين خرجوا إلى الشوارع

لقطات من المظاهرات السورية التي جرت في القامشلي ودرعا في «جمعة الصمود» أمس (رويترز)
TT

لم يتمكن الرئيس السوري بشار الأسد من امتصاص غضب شعبه عبر الخطوات الإصلاحية الخجولة التي أعلن عنها في الأيام الماضية، فخرج مئات آلاف السوريين إلى الشوارع أمس في عدد من المدن في يوم «جمعة الصمود» الذي تحول إلى أكثر الأيام دموية منذ بدء المظاهرات ضد النظام منتصف الشهر الماضي.

ووردت أنباء عن وقوع عشرات القتلى في درعا وحمص وريف دمشق، إضافة إلى عدد كبير من الجرحى. وفي درعا وحدها، قتل 17 شخصا على الأقل، بحسب ما أكد إمام الجامع العمري الشيخ أحمد الصياصنة لـ«الشرق الأوسط» ومصادر أخرى، بعد أن فتحت قوى الأمن النيران على المدنيين العزل، ومنعت السلطات المستشفيات من استقبال الجرحى.

وواجهت قوى الأمن المتظاهرين في درعا بقنابل مسيلة للدموع في البداية أدت إلى اختناق العديد منهم، ثم بدأت بإطلاق الرصاص الحي عليهم، فقتل 8 أشخاص على الأقل وسط درعا، بينما قتل عدد أكبر في منطقة المحطة. ونقلت وكالة «رويترز» أن المحتجين في درعا أحرقوا مقر حزب البعث، وحطموا تمثال باسل الأسد، الشقيق الراحل للرئيس السوري.

وحاولت السلطات السورية أمس إلقاء اللوم في وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى في درعا، على «مسلحين ملثمين»، فبث التلفزيون الرسمي صورا لمسلحين يطلقون النيران من مسدسات حربية. ولكن الشيخ الصياصنة أكد أن المسلحين الذين بدوا في الشريط هم من قوات الأمن، وقال: «المسلحون هم من قوات الأمن، ليس هناك مسلحون من الخارج» في درعا. وأكد الصياصنة أن المستشفيات ترفض استقبال الجرحى، بتعميم رسمي عليها، وقال لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف: «هناك جرحى داخل الجامع يتم معالجتهم، لأن المستشفيات لا تستقبل أحدا، هناك تعميم عليهم ألا يستقبلوا الجرحى». وأشار الصياصنة إلى أن محافظ درعا الجديد محمد خالد الهنوس الذي تسلم مهامه قبل أيام معدودة بعد إقالة سلفه، لم يحرك ساكنا لوقف اعتداء قوات الأمن على المدنيين على الرغم من إبلاغه مسبقا بنية التظاهر. وعلى الرغم من الخسائر البشرية الكبيرة في درعا، فقد أكد الشيخ الصياصنة أن السكان مستمرون في التظاهر، ولكنه عبر عن خوفه من أن تتطور الأمور إلى الأسوأ. وقال: «غدا (اليوم) هناك شهداء علينا دفنهم... ولكننا نخاف من أن تتطور الأمور أكثر من ذلك».