خطاب تصالحي للأسد.. والمعارضة تريد «جدية»

الرئيس السوري تعهد بإلغاء الطوارئ > مظاهرات في بانياس ودرعا وحمص.. والجولان يدخل على الخط

جانب من مظاهرة نسائية في بانياس أمس (أ.ف.ب) و الرئيس الأسد خلال حديثه الى مجلس الوزراء أمس (رويترز)
TT

خطا الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، خطوة إضافية نحو إلغاء العمل بقانون الطوارئ القائم في سورية منذ نحو 50 عاما عندما، أن هذا الإلغاء «سينجز الأسبوع المقبل، كحد أقصى».

وأعلن الرئيس الأسد، في كلمة تصالحية ألقاها خلال ترؤسه أول اجتماع للحكومة الجديدة، أن مستوى البطالة المرتفع في سورية يؤدي إلى اليأس و«الانقلاب على المفاهيم الاجتماعية والوطنية»، إلا أنه بقي مصرا على وجود مؤامرة خارجية ضد سورية, «التي تعمل باستقلالية، وما دامت تتخذ قراراتها بمنهجية لا تعجب الكثيرين».

وكشف الأسد أيضا عن أنه سيتم العمل على وضع قانون لتنظيم عملية التظاهر، وهو حق يضمنه الدستور، لكن يمنعه قانون الطوارئ، ولتهيئة الشرطة للتعاطي مع المتظاهرين «وحماية الأشخاص الآخرين والأملاك الخاصة والعامة من أي محاولة للتخريب أو العبث بأمن المواطنين». لكنه أضاف، في جملة خلط فيها بين المظاهرات السلمية وعمليات التخريب: «طبعا عندما تصدر هذه الحزمة لا تعود هناك حجة لتنظيم المظاهرات في سورية، والمطلوب مباشرة من قبل الأجهزة المعنية، خاصة وزارة الداخلية، أن تطبق القوانين بحزم كامل، ولا يوجد أي تساهل مع أي عملية تخريب».

وفور نهاية خطاب الأسد طالب ناشطون معارضون الاسد أن يظهر جدية في الإصلاح قائلين إن على الرئيس، أن يفرج عن جميع السجناء السياسيين، وأن يسمح بالتجمعات السلمية لإظهار أنه جاد بشأن الإصلاح، وقبيل إلقاء خطاب الاسد، خرج آلاف المتظاهرين في درعا وبانياس وحمص يطالبون بـ«إسقاط النظام». وقال شاهدا عيان لوكالة «رويترز» إن الآلاف خرجوا في احتجاجات في مدينة درعا في جنوب سورية أمس، مرددين «الشعب يريد إسقاط النظام».

وفي بانياس، أفاد شهود وناشطون في حقوق الإنسان بأن آلاف الأشخاص ساروا أمس، في المدينة الساحلية التي تقع غرب سورية، في تشييع رجل توفي متأثرا بجروح أصيب بها في 10 أبريل (نيسان) الحالي. وقال الشهود لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن المشيعين كانوا يهتفون بشعارات تنادي بالحرية ومناهضة للنظام والحزب الحاكم».

وفي حمص، قالت مصادر محلية: إن أعمال تخريب وقعت أمس، بعد تشييع جثمان شاب من منطقة عشيرة ذات الأكثرية البدوية قضى في الاحتجاجات التي شهدتها مدينة حمص يوم الجمعة الماضي.

وقالت المصادر: «إن جموعا كبيرة من المحتجين انضمت للجنازة ورددوا هتافات تحيي الشهيد وتنادي بإسقاط النظام».

كما تظاهر العشرات من أبناء الجولان السوري المحتل، مساء أمس، في مجدل شمس، تضامنا مع الحركة الاحتجاجية التي تشهدها مناطق سورية. ورفع المتظاهرون أعلاما سورية ولافتات كُتب عليها «الشعب السوري ما بينذل» و«الشعب يريد تحرير الجولان» و«تحرير الإنسان شرط لتحرير الجولان» و«سورية قوية بالحرية» و«لا للقتل.. لا للظلم.. لا للقهر».