سورية تنتفض في «جمعة الدماء»

قتلى بالعشرات * عشرات الآلاف خرجوا في المدن السورية مطالبين بإسقاط النظام * تحطيم تماثيل الأسد الأب وإزالة صور الرئيس.. والبيت الأبيض يدعو لوقف العنف

عشرات الآلاف من المحتجين خلال مظاهرة في بانياس أمس مطالبين باسقاط النظام ورحيل الرئيس الأسد (رويترز)
TT

لبى عشرات آلاف من السوريين نداءات الخروج في «الجمعة العظيمة» التي تحولت إلى دامية، سقط فيها أكثر من 70 قتيلا ومئات الجرحى على يد الأمن الذي قال نشطاء إنه استخدم الرصاص الحي بعد أن نزلوا إلى الشوارع في مختلف المدن السورية بما في ذلك دمشق محاولين الوصول إلى الساحات الرئيسية، ورفعوا سقف شعاراتهم ومطالبهم إلى إسقاط النظام، وذلك في الأسبوع السادس للاحتجاجات التي شهدت أمس تحطيم تماثيل للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وتمزيق صور الرئيس الحالي، وذلك بعد يوم من قرارات أصدرها الرئيس السوري بشار الأسد برفع قانون الطوارئ وإلغاء محكمة أمن الدولة وتنظيم التظاهر.

وقالت المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) إن القتلى سقطوا على يد قوات الأمن ومسلحين موالين للرئيس بشار الأسد ومعظمهم في حي البرزة في دمشق وفي ضواحيها زملكا وحرستا ودوما والمعضمية وقابون وحجر الأسود، وكذلك في مدن حماه واللاذقية وحمص وفي بلدة أذرع الجنوبية.

وأصدر نشطاء سوريون ينسقون الاحتجاجات الحاشدة أول بيان سياسي لهم بما يشير إلى تطور حركة الاحتجاجات سياسيا وطالبوا بوقف احتكار حزب البعث للسلطة وإرساء نظام سياسي ديمقراطي والإفراج عن كل سجناء الضمير وتفكيك الجهاز الأمني الحالي وتأسيس آخر ذي اختصاصات قانونية محددة ويعمل وفقا للقانون. ومساء أمس جرى توجيه دعوات إلى جميع المتظاهرين في سورية للتوجه إلى الساحات الكبيرة في جميع المحافظات، وذلك بعد أنباء سقوط عشرات القتلى في يوم «الجمعة العظيمة» برصاص قوى الأمن، وطلبت النجدة لحمص ودرعا والمعضمية ودوما والحجر الأسود حيث وقع العدد الأكبر من الضحايا.

ورغم الاستعدادات والحواجز الأمنية في محافظة دمشق وريف دمشق منذ مساء الخميس، تحسبا من دعوات أطلقت للتجمع في ساحة العباسيين القريبة من جوبر التي تصل دمشق بريفها، إلا أن المفاجأة جاءت من حي الميدان الدمشقي التاريخي، جنوب شرقي المدينة، حيث انطلق أكثر من ألفي متظاهر بعد صلاة الجمعة من جامع حسن حبنكة الميداني، حيث ألقى إمام الجامع العالم كريم راجح خطبة حماسية، وعلى الفور قامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين الذين كانوا ينادون بإسقاط النظام مستخدمة قنابل مسيلة للدموع من على جسر يشرف على حي الميدان.

وخرج أهالي درعا عن بكرة أبيهم أمس وتجمعوا في محيط القصر العدلي بعد صلاة الجمعة ورددوا هتافات للحرية وإسقاط النظام، بينما شهدت حمص مظاهرات حاشدة رددت هتافات حادة ردا على ما حدث يوم الثلاثاء من فض بالقوة لاعتصام في ساحة الحرية، كما شملت المظاهرات حماة وطرطوس واللاذقية والحسكة ودير الزور والقامشلي وبانياس.

في غضون ذلك، أعرب البيت الأبيض عن قلقه بشأن العنف الدائر في سورية، ودعا دمشق إلى وقف الاضطرابات. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض: «نستنكر استخدام العنف», مضيفا أن الولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب. من جهته، أدان وزير الخارجية البريطاني ويليام هايغ عمليات قتل المتظاهرين في سورية أمس ووصفها بأنها «غير مقبولة», داعيا إلى إلغاء حالة الطوارئ في سورية بالفعل وليس بالقول.