سورية: انسحابات جماعية من «البعث» احتجاجا على «التعذيب والتنكيل»

المرصد السوري: 453 قتلوا في 6 أسابيع * دعوة لـ «جمعة غضب» جديدة * واشنطن تتهم طهران بمساندة دمشق في قمع المتظاهرين لندن: راغدة بهنام ـ بيروت: ثائر عباس

سوريون يطالبون برحيل الرئيس بشار الأسد في مظاهرة ببانياس أمس (أ.ف.ب)
TT

شهد حزب البعث السوري الحاكم، أمس، انسحابات جماعية من الحزب احتجاجا على «تعذيب وتنكيل» قوات الأمن للمحتجين، في مؤشر إلى انشقاقات داخل النظام حول طريقة التعاطي مع الاحتجاجات المتواصلة.

وأدان بيان صادر عن 30 عضوا، وهم من مدينة بانياس، أعلنوا انسحابهم, «الاعتداء على أهالي البيضا، ثم ما جرى بعد ذلك من قبل قوات الأمن من تعذيب وقتل وتنكيل»، قبل أن يعلن 203 اعضاء اضافيين الانسحاب من الحزب لاحقا. وجاء ذلك في وقت أعلن فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن 453 قتيلا من المدنيين سقطوا منذ بدء الحركة الاحتجاجية في 15 مارس (آذار). وفي وقت يستمر فيه حصار درعا ودوما من قبل الجيش السوري، بدأ الضغط الدولي، يزداد على النظام السوري. فاستدعت 5 دول أوروبية (فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا)، مساء أول من أمس، السفراء السوريين لديها، لإبلاغهم رسائل احتجاج وإدانة شديدة اللهجة، تسبق على الأرجح عقوبات أوروبية على سورية. وعلى الرغم من ذلك، فقد أكد متحدث باسم الخارجية البريطانية، أمس، لـ«الشرق الأوسط» أن الاتحاد الأوروبي لم يتخل بعد عن الدبلوماسية، إلا أنه أضاف أن هذه المحادثات مع دمشق، «لا تبشر بالخير».

من جانبه، قال مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط»: «إن الحكومة السورية حساسة جدا لصورتها في الخارج، وتهتم لها». وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية: «لذا؛ أعتقد أنهم سيأخذون أي عقوبات إضافية بشكل جدي، وأتوقع أن يغير ذلك سلوكهم». وهاجمت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس دمشق، متهمة اياها بزعزعة الاستقرار ودعم الإرهاب، وطلب المساعدة من النظام الإيراني لقمع الشعب السوري, وأعربت عن قلقها إزاء الأدلة التي تؤكد التورط الإيراني.

وعشية وصول وفد تركي إلى دمشق، قال كبير مستشاري الرئيس عبد الله غل، إرشاد هورموزلو، لـ«الشرق الأوسط»، إن «جميع المسائل يجب أن تحل عبر الحوار، والحوار في الحالة السورية مهم جدا، والاحتكام إليه هو المخرج السليم للأزمة لا الاحتكام إلى العنف والسلاح».

إلى ذلك، وفيما دعا نشطاء لـ «جمعة غضب» جديدة يوم غد، دعا معارضون سوريون، أمس، النظام السوري إلى القيام بتحول ديمقراطي حقيقي في البلاد أو مواجهة «ثورة شعبية» تطيح به.