مصالحة فلسطينية تاريخية بعد 16 ساعة خلاف على كرسي مشعل

تطابق في المواقف بين أبو مازن وزعيم حماس حول الدولة في الضفة وغزة وإعطاء السلام فرصة

ابو مازن ومشعل يتحدثان في اجتماع القاهرة (رويترز)
TT

وسط حضور دولي وعربي وفلسطيني كبير، تم في القاهرة أمس توقيع اتفاق المصالحة التاريخية وإنهاء الانقسام الفلسطيني. لكن حفل التوقيع لم يمر من دون مشكلات الساعات الأخيرة، التي جعلت الأطراف المعنية تعيش على أعصابها لأكثر من 16 ساعة. وكانت المشكلة، كما قال مصدر مطلع، لـ«الشرق الأوسط»، حول مكان جلوس خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خلال حفل التوقيع، وكذلك إلقاء خطاب.

وقال مصدر فلسطيني مطلع ومشارك، لـ«الشرق الأوسط»، إن الجهود المصرية لإنهاء «مشكلة المقعد والخطاب» تواصلت حتى ساعات متأخرة من الليلة قبل الماضية وصباح أمس، وحتى قبيل التوجه إلى قاعة احتفال التوقيع أمس، وأدت إلى إلغاء لقاء كان مقررا بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ومشعل. وحسب هذا المصدر فإن حركة حماس طالبت بأن يجلس رئيس مكتبها السياسي على المنصة إلى جانب الرئيس أبو مازن، وأن يلقي كلمة مثل عباس، لكن هذا لم تقبل بها حركة فتح باعتبار أن أبو مازن رئيسا للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وأن مشعل هو قائد فصيل وموقعه لا بد أن يكون بين قادة الفصائل الأحد عشر الذين احتلوا إلى جانب شخصيات مهمة مشاركة، الصف الأول. وسويت المشكلة بتدخل من الجانب المصري ممثلا في رئيس جهاز المخابرات اللواء مراد موافي، ووزير الخارجية نبيل العربي، بإسقاط موضوع المنصة والاكتفاء بإلقاء مشعل باعتباره أحد طرفي الانقسام كلمة بعد الرئيس أبو مازن.

والمفاجئ، كما قال المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن خطاب مشعل جاء مطابقا تقريبا لخطاب أبو مازن، وكذلك لبرنامج منظمة التحرير بشأن إقامة الدولة الفلسطينية والسلام. وطالب مشعل في خطابه بسرعة إعداد مشروع وطني لترتيب الوضع في الداخل خلف قيادة وسلطة ومرجعية موحدة وهدف واحد، من أجل قيام دولة فلسطين الحرة المستقلة على «أرض الضفة وقطاع غزة من دون استيطان، وعودة اللاجئين». وأضاف «نحن أعطينا للسلام منذ مؤتمر مدريد وإلى اليوم فرصة عشرين عاما، ومستعدون لإعطاء فرصة إضافية، لكن إسرائيل لا تحترم حقوقنا المشروعة وترفضها، وتريد الأرض والأمن معا وتزعم أنها تريد السلام، وعليه نحن مستعدون للسلام الجاد ولن نعلن الحرب على أحد».