السعودية: رحيل عبد الله بن خميس «موسوعة الجزيرة»

الأمير سلمان زار منزل الراحل ويتقدم الجموع اليوم في الصلاة على جنازته

TT

غيب الموت في الرياض صباح أمس الأربعاء الشيخ عبد الله بن خميس، أحد رموز الأدب والشعر والجغرافيا والتاريخ في الجزيرة العربية، وأحد رواد صحافة الأفراد، ومؤسس جريدة «الجزيرة» السعودية بعد مرض لازمه طويلا، وسيصلى عليه عصر اليوم الخميس في جامع الإمام تركي بن عبد الله وسط العاصمة السعودية، حيث سيتقدم جموع المصلين على الراحل الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الذي قام بزيارة لمنزل الأديب الشيخ عبد الله بن خميس أمس قدم خلالها عزاءه ومواساته لأبناء الشيخ الفقيد.

وسجل الشيخ الراحل عبد الله بن خميس حضورا في بلاده كأديب وشاعر وناقد وباحث ورمز ثقافي ورائد من رواد الصحافة في الجزيرة العربية، محققا سلسلة من النجاحات في المهام التي أوكلت إليه وتسنم إدارتها، وتاركا سفرا خالدا من المؤلفات والمعاجم تجاوزت الـ24، بالإضافة إلى مئات الأبحاث المختلفة التي غطت جوانب مختلفة في مجالات الأدب والثقافة والجغرافيا والتاريخ والشعر، وكتابات جريئة تناولت قضايا النفط والمياه في بلاده، وعددا من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتعددة، مما يتوجب معه أن يطلق عليه لقب «موسوعة الجزيرة» وقائد الحملات الصحافية الجريئة وغارس بذور اليقظة الاجتماعية والوطنية في السعودية.

كتب بن خميس في رحلته الطويلة مع الحياة الكثير، وعاش هموم أمته، ودافع عن آمالها بفكر واع ومعايشة وطنية صادقة لشؤون المجتمع وقضاياه، وقطع خلالها فيافي وصحارى اليمامة، وأدمت قدميه جبالها ووديانها بحثا عن مواقعها وأعلامها وتراثها وشعرها، كما وضع بن خميس، الذي غادر والده مع جده الدرعية إلى ضرما (40 كيلومترا غرب الرياض) بعد تخريبها عام 1818، ليعود إلى بلدته الأصل بعدما عادت الأمور إلى مجاريها، في كل محطات حياته بصمات تدين له وتعترف بفضله وجهوده في خدمة جغرافيا وتاريخ وصحافة بلاده.