سوريا: مظاهرات حاشدة.. والدم يصل إلى دمشق

قتلى وجرحى بالعشرات وأنباء عن انشقاقات في الجيش في جمعة «إسقاط الشرعية» * الأمن يدهس متظاهرا في حلب ويعتقل تجارا شاركوا في الإضراب * قادة أوروبا: النظام السوري «يقوض شرعيته» والمسؤولون عن القمع سيحاسبون

صور مأخوذة من مواقع المعارضة السورية على الانترنت لمظاهرات جمعة «اسقاط الشرعية».. الأولى في حمص والثانية في الزبداني في ريف دمشق والثالثة في داريا والرابعة في اللاذقية أمس
TT

شهدت سوريا أمس أضخم المظاهرات منذ بدء الثورة قبل أكثر من 100 يوم، ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وخرج عشرات الآلاف في مختلف المدن في جمعة «اسقاط الشرعية» يطالبون الأسد بالرحيل، بعد أيام من إلقائه خطابا قال المعارضون السوريون والمسؤولون الغربيون إنه مخيب للآمال. ولم يمر يوم أمس من دون إصابات جديدة، حيث وصلت الدماء إلى دمشق, إذ ذكر ناشطون أن الحصيلة كانت مقتل 14 شخصا برصاص قوات الأمن, بينهم 5 قتلى في حي برزة في دمشق و5 في الكسوة بريف دمشق.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «أن إطلاق النار أدى أيضا إلى «إصابة عشرات المتظاهرين». وأشار عبد الرحمن إلى أن «مظاهرات اليوم (أمس) كانت الأضخم عدديا منذ اندلاع الثورة السورية منتصف مارس (آذار)», مشيرا إلى أن «العدد أضحى عشرات الآلاف بعد أن كانت المظاهرات تضم الآلاف». وذكر ناشطون أن قوات الأمن دهست احد المحتجين في حلب بعد اسعافه. وأعلن ناشط حقوقي أمس أن الأمن السوري اعتقل عددا من التجار الذين رفضوا فتح محالهم للمشاركة في الإضراب العام الذي دعا ناشطون للقيام به الخميس كما استمر بتنفيذ حملات الاعتقال في عدة مدن.

وأكد شهود عيان وأعضاء في اللجان التنسيقية للثورة السورية، حدوث انشقاقات داخل صفوف الفرقة الأولى في الجيش السوري، أسفرت عن تبادل لإطلاق النار بين المنشقين وقوات الأمن، في وقت نفى فيه التلفزيون السوري هذه الأخبار. وقال ناشطون على الإنترنت، إن 6 جنود في إدلب تركوا آلياتهم العسكرية، وانضموا إلى المتظاهرين. من جهتهم، أكد قادة الاتحاد الأوروبي في بيان أمس أن النظام السوري «يقوض شرعيته» بمواصلته قمع المظاهرات بدلا من إحلال الديمقراطية في البلاد، مؤكدا أن المسؤولين عن القمع في سوريا سيحاسبون على أفعالهم. وأضاف البيان أن «المسؤولين عن الجرائم وأعمال العنف التي ارتكبت ضد مدنيين سيحاسبون على أفعالهم». ودخلت العقوبات الأوروبية ضد النظام السوري حيز التنفيذ بعد ظهر أمس عقب نشرها في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي. وتشمل لائحة الذين فرضت عليهم عقوبات بعد توسيعها، أسماء ثلاثة من قادة الحرس الثوري الإيراني (الباسدران) بينهم قائدها، بتهمة مساعدة النظام السوري في قمع المحتجين. في غضون ذلك ارتفع منسوب التوتر عند الحدود التركية – السورية، أمس، إلى مستوى غير مسبوق منذ أكثر من 10 سنوات، وشهدت المنطقة وصول المزيد من التعزيزات العسكرية التركية إليها, بينما تحدث ناشطون آخرون عن «وصول عدد من الجنود المنشقين عن الجيش السوري إلى الأراضي التركية».

واستدعى التوتر المستجد اتصالا هاتفيا أجراه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مع نظيره السوري وليد المعلم، بينما استدعت الخارجية التركية السفير السوري لـ«التعبير عن القلق المتزايد في تركيا».