الكسوة محاصرة.. والمعارضة تستعد لـ«خميس حلب»

حملة اعتقالات في درعا وداريا وإدلب.. وحديث عن تحويل 400 طالب احتجزوا في حلب إلى القضاء * مؤتمر المستقلين في دمشق خرج بوثيقة عهد.. وشكوى من الاختراق * «إخوان» سوريا لـ«الشرق الأوسط»: كيف نحاور من يقمع شعبه؟

صور بثت أمس على مواقع للمعارضة السورية تظهر جنودا يضربون متظاهرين ويحاولون زجهم عنوة داخل سيارات الأمن
TT

أحكمت دبابات الجيش السوري حصارها على مدينة الكسوة، بالقرب من دمشق، في وقت تستعد فيه المعارضة لحشد قواها، لما سمته «خميس حلب» ثاني أكبر المدن السورية، حيث تراهن على تحقيق حشد شعبي هو الأول من نوعه في المدينة التي لم تشهد تحركات ضخمة على غرار باقي المدن السورية.

وبينما يتوقع اقتحام الدبابات ورجال الأمن لمدينة الكسوة المنتفضة، في أي لحظة، يتخوف السكان من تكرار سيناريوهات درعا وبانياس وتلكلخ وتلبيسة وجسر الشغور، لكنهم أكدوا عزمهم على مواصلة التظاهر السلمي. وقال بعضهم لوكالات الأنباء «مستمرون في التظاهر ولن ترهبنا الدبابات والمجنزرات التي أخطأت الطريق، فبدلا من أن تتجه إلى الجولان جاءت إلى الكسوة». وتتجه الأنظار إلى مدينة حلب، حيث تعمل المعارضة لحشد ضخم تحت شعار «استعدوا لبركان حلب - 30 حزيران».

في موازاة ذلك، استمرت حملات الاعتقال والمداهمات في عدد من المدن والبلدات السورية. وكشف رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان، رديف مصطفى، أنه «تم إحالة 400 طالب، كانوا محتجزين في إطار حملة أمنية شنت على مدينة حلب الجامعية الأسبوع الماضي، إلى القضاء بتهمة القيام بمظاهرات شغب ومخالفة قانون التظاهر وتحقير رئيس الدولة وإطلاق شعارات تؤثر على الأمن والسلامة الوطنية». كما أكد وجود اعتقالات في درعا وإدلب.

إلى ذلك تعهد معارضون سوريون اجتمعوا في دمشق أمس لبحث سبل الخروج من الأزمة «البقاء جزءا من الانتفاضة السلمية في سبيل تأسيس دولة ديمقراطية مدنية بصورة سلمية». واطلق الاجتماع وثيقة «عهد»، أعربوا فيها عن رفضهم «اللجوء إلى الخيار الأمني لحل الأزمة».

وشكا المجتمعون من اختراق مراسلي الإعلام الرسمي وشبه الرسمي للمؤتمر بـ«استخدام جميع الأساليب الممكنة لإظهار المؤتمر أنه فاشل ولن يفضي إلى شيء مهم».

ودعت دمشق أمس المعارضة إلى حوار تشاوري يعقد في العاشر من الشهر المقبل لكن المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين علي صدر الدين البيانوني قال لـ«الشرق الأوسط»: «إنه ليس هناك مناخ ملائم للحوار مع وجود دبابات تقتحم الشوارع والمدن السورية وقوات قمعية تعتقل الآلاف المنادين بحرية التعبير السلمي».