سوريا: جمعة لرفض الحوار.. وحركة نزوح كبيرة للأموال

المعارضة ردا على دعوة اللقاء التشاوري: اجتياح حماه ألغى أي إيجابية للحوار * تآكل سلطة الدولة مع امتناع الأهالي عن دفع فواتير الكهرباء والماء

صورة مأخوذة من موقع أوغاريت السوري لحاجز أقامه سكان حماة لمنع دخول قوات النظام
TT

مع استمرار الحملة الأمنية على حماه حيث ارتفعت حصيلة القتلى المدنيين في المواجهات مع قوات الأمن أول من أمس إلى 23 قتيلا، تداعى الناشطون السوريون على الإنترنت إلى التظاهر غدا الجمعة رفضا للحوار الذي دعا إليه النظام يومي الأحد والاثنين المقبلين. ودعت صفحة الثورة السورية على موقع «فيس بوك»، السوريين للتظاهر يوم الجمعة تحت عنوان «لا للحوار»، ردا على دعوة النظام شخصيات مستقلة ومعارضة للمشاركة في حوار يومي الأحد والاثنين المقبلين. وأضافت الصفحة: «الدماء أنهار.. المدن تحت الحصار.. لا حوار.. الشعب يريد إسقاط النظام».

وقال مصدر معارض في الداخل لـ«الشرق الأوسط»، تعليقا على توجيه السلطات السورية عشرات الدعوات لمعارضين ومستقلين، إن «اجتياح مدينة حماه من قبل القوى الأمنية وسط حصار عسكري للمدينة وريفها واجتياح مناطق أخرى لمدينة إدلب... ألغى أي إيجابية يمكن أن تقابل نتائج الاجتماع التشاوري للحوار». وأضاف: «لا معنى للحوار بعد قتل أكثر من عشرين شخصا في حماه واعتقال المئات والتضييق على الحياة اليومية وعزل المحافظ لأسباب تتصل بحركة التظاهر».

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلا عن ناشطين في حماه، أن السكان يقيمون عشرات نقاط التفتيش في المدينة، لمنع تقدم قوات الأمن، كما يقذفون إطارات مشتعلة وسلال مهملات لإعاقة مسار تقدم القوات. وذكر سكان تم الاتصال بهم هاتفيا أنهم بدأوا تنظيم الصفوف الدفاعية في بعض الأحياء.

ومع اتساع رقعة وحجم المظاهرات ضد النظام في سوريا، تغض السلطات السورية الطرف عن مخالفات في العادة لا تغفل النظر عنها، فيما يبدو النظام في «حالة توتر» مع اقتراب شهر رمضان، خشية تحول المظاهرات الأسبوعية حتى الآن، إلى مظاهرات يومية، بحسب ما أكد دبلوماسيين غربيون. وتحدث الدبلوماسيون أيضا عن نزوح كبير للأموال داخل سوريا، مشيرين إلى أن النظام حول أموالا وأسلحة إلى القرداحة، وهي ذات غالبية علوية، ومسقط رأس الأسد.

وذكرت مجلة الـ«إيكونوميست» أن السائقين على الطريق بين سوريا ولبنان يتحدثون عن زبائن يتوجهون مباشرة من مصارف في دمشق إلى أخرى ببيروت، محملين بحقائب ضخمة. وأشارت بحسب أحد التقديرات، إلى أن 20 مليار دولار أميركي غادرت البلاد منذ مارس (آذار) الماضي.