حماه تتحدى.. ومظاهرات حاشدة في سوريا

قتلى وعشرات الجرحى في «جمعة لا للحوار» * مسؤول غربي زار حماه لـ«الشرق الأوسط»: لم نر عصابات مسلحة.. ولست متأكدا من أن هذا الرئيس يستطيع تحقيق الانتقال السلمي

TT

تحدى سكان حماه، أمس، الحصار العسكري على مدينتهم، وخرجوا في يوم «جمعة لا للحوار» بمئات الآلاف يطالبون بإسقاط النظام، بعد أيام من التوتر وتصاعد المخاوف من استعداد الجيش لبدء عملية عسكرية على المدينة, فيما خرجت مظاهرات حاشدة في جميع مدن سوريا رافضة للحوار «مع نظام الشبيحة».

وشكلت زيارة السفيرين الأميركي والفرنسي إلى حماه درعا للمتظاهرين, الذين قدر الناشطون عددهم أمس بـ450 ألف متظاهر، بينما خرجت مظاهرات في أكثر من 250 بقعة في سوريا ترفض الحوار مع النظام وتطالب برحيل الرئيس بشار الأسد. وهتف المتظاهرون في عدة مناطق أمس «لا للحوار مع الشبيحة»، علما أنه من المفترض عقد أول لقاء حواري دعت إليه السلطة، على مدى يومين، غدا وبعد غد. إلا أن المظاهرات لم تمر بشكل سلمي، في مناطق أخرى لم تتمتع بحماية دبلوماسيين مثل حماه، إذ سقط أمس 13 قتيلا على الأقل برصاص قوات الأمن، بينهم اثنان في دمشق.

وأثارت زيارتا السفيرين الأميركي، روبرت فورد، والفرنسي إريك شوفالييه إلى حماه، استياء النظام السوري الذي شن حملة اتهامات ضد واشنطن، وتجاهل فرنسا، متهما الولايات المتحدة بالتورط في الأحداث الجارية في سوريا. وقالت دمشق إن فورد التقى «بمخربين وحثهم على التظاهر». ولكن رغم هذا التهجم، أكدت بثينة شعبان، المستشارة الرئاسية والإعلامية، أن دمشق «لا تريد أن تقطع شعرة معاوية» مع الإدارة الأميركية.

واعربت الادارة الاميركية عن «استيائها» من رد فعل دمشق على زيارة فورد الى حماه, مجددة التأكيد على ان واشنطن ابلغت دمشق مسبقا بهذه الزيارة.

وقالت فيكتوريا نالاند المتحدثة باسم الخارجية الاميركية «نحن بصراحة مستاءون قليلا» لرد الفعل السوري, مشددة على ان قول الحكومة السورية انها تفاجأت بالزيارة التي قام بها فورد الى حماه «لا معنى له». واضافت المتحدثة ان المتظاهرين في حماه احتشدوا الجمعة لتحية السفير وغطوا الزجاج الامامي لسيارته بالورود التي نثروها عليها, ولكنه رفض الترجل من السيارة لتحيتهم كي لا يحول التظاهرة عن مجراها ويصبح محطا للانظار. واضافت نالاند ان السفير ولدى مغادرته حماه واكب سيارته متظاهرون على متن دراجات نارية لخشيتهم على سلامته, مشددة من جهة اخرى على ان الزيارة التي قام بها السفير الفرنسي لدى سوريا اريك شوفالييه الى حماه أول من أمس لم يجر تنسيقها مع زيارة نظيره الاميركي. وتحدث دبلوماسي غربي عبر الهاتف مع «الشرق الأوسط» من دمشق، وكان من بين الذين زاروا حماه أمس، قائلا إن «أهالي حماة أرادونا أن نشهد ما يحدث هناك». ونفى الدبلوماسي ما تقوله الحكومة السورية عن وجود عصابات مسلحة تسيطر على حماه، مؤكدا: «لم نر عصابات مسلحة ولم نر أحدا يحمل أية أسلحة». وأضاف: «لست متأكدا أن هذا الرئيس يستطيع تحقيق الانتقال السلمي في البلد، والخطوات التي رأيناها هذا الأسبوع لا تطمئن».