سوريا: النظام يدعو لـ«طي صفحة الماضي».. والمعارضة تقاطع

احتجاجات في اللاذقية وحمص وحماه تندد بـ«اللقاء التشاوري».. ودمشق تستدعي السفيرين الأميركي والفرنسي

صور مأخوذة من مواقع الكترونية أمس لمتظاهر سوري يردد شعارات مناهظة للنظام وتشييع احد قتلى الانتفاضة في حمص وتظاهرة في اللاذقية
TT

قاطعت المعارضة السورية أمس، اللقاء التشاوري الذي عقده النظام في دمشق، وشارك فيه نحو 200 من أعضاء حزب البعث ونواب مستقلين بالإضافة إلى مثقفين وفنانين، مؤكدة أن الأوْلى، وقف العنف، وإطلاق المعتقلين، والسماح بالمظاهرات، وسحب الجيش من الشوارع.

وفي موقف يبرز مدى قوة الانتفاضة التي تهز نظام الرئيس بشار الأسد، دعا نائب الرئيس فاروق الشرع في اللقاء التشاوري الذي انطلق أمس ولمدة يومين، إلى مؤتمر شامل يمهد للانتقال إلى الديمقراطية في البلاد، وقال إن اللقاء «بداية حوار وطني نأمل أن يفضي إلى مؤتمر شامل يمكن منه الانتقال بسوريا إلى دولة تعددية ديمقراطية يحظى فيها جميع المواطنين بالمساواة ويشاركون في صياغة مستقبل بلدهم». وقال إنه لا بديل عن الحوار «لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة».

وقال محمد حبش، العضو المستقل في البرلمان، أمام اللقاء إن «المخرج يتمثل في العمل على إنهاء الدولة الأمنية.. أو بتحريم الرصاص، والعمل من أجل دولة مدنية ديمقراطية متحضرة فيها تعددية حزبية وسياسية وحريات إعلامية وإنهاء تحكم الحزب الواحد». من جهته، قال الباحث والكاتب القريب من المعارضة الطيب تيزيني، إن «هناك مقومات كان يجب أن يبدأ بها الاجتماع»، مشيرا إلى أنه «حتى الآن يلعلع الرصاص في حمص وحماه». وقال القيادي في الحزب اليساري السوري شلال كدو إن النظام منفتح على الحوار، «متناسيا أنه يحاور نفسه بنفسه».

ومع انطلاق أعمال اللقاء، خرج آلاف السوريين في مظاهرات رافضة للحوار، في ظل استمرار أعمال العنف، داعين لإسقاط النظام. وخرجت المسيرات الحاشدة في حي الرمل باللاذقية، وفي كل من حماه وشوارع حمص، وقد رفع المتظاهرون أعلاما سورية عملاقة ولافتات طالبت الأسد بسحب العناصر المسلحة من الشوارع قبل الدعوة لأي حوار. وتزامنا مع «اللقاء التشاوري»، أصدر الرئيس السوري، بشار الأسد، مرسوما يقضي بتعيين أنس عبد الرزاق ناعم محافظا لمحافظة حماه.

واستدعت سوريا أمس سفيري الولايات المتحدة روبرت فورد وفرنسا إريك شوفالييه وأبلغتهما «احتجاجا شديدا» بشأن زيارتيهما إلى مدينة حماه (وسط) الخميس دون الحصول على موافقة وزارة الخارجية السورية، كما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «قوات الجيش السوري مصحوبة بعشرات الدبابات والآليات العسكرية دخلت أمس قريتي معلا وشنان في منطقة جبل الزاوية (ريف إدلب) ونفذت عمليات دهم للمنازل وحطمت أثاث بعض المنازل العائدة لنشطاء متوارين عن الأنظار وأحرقت درجات نارية، وتتابع عمليتها في بلدة سرجة بالتعاون عناصر أمنية».