دمشق تشتعل.. ومليونية تهز سوريا

قوات الأمن تطلق ذخيرة حية على المحتجين في جمعة «أسرى الحرية».. وقتلى وجرحى بالعشرات معظمهم في دمشق * كلينتون: مصير الأسد في يد شعبه * المتظاهرون السوريون ينتقدون زيارة العربي ولقاءه الأسد

TT

تزداد الانتفاضة الشعبية في سوريا زخما رغم تشديد النظام قبضته الأمنية، إذ خرج في حماه ودير الزور وحدهما أمس مليون متظاهر طالبوا برحيل الرئيس بشار الأسد، بينما اشتعلت المظاهرات في دمشق حيث خرج نحو 20 ألف متظاهر في حي القابون. وفتحت قوات الأمن نيران الذخيرة الحية على المتظاهرين في جمعة «أسرى الحرية» في عدة مناطق، فقتل 28 شخصا على الأقل، بحسب ناشطين، 9 منهم في دمشق.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان «هذه هي أكبر احتجاجات حتى الآن. إنها تحد صريح للسلطات لا سيما عندما تخرج كل هذه الأعداد في دمشق للمرة الأولى». وأكد عبد الكريم الريحاوي من الرابطة السورية لحقوق الإنسان «مقتل تسعة أشخاص في دمشق, 6 في القابون وثلاثة في ركن الدين، بينما قتل 3 في ادلب (شمال غرب) واثنان في درعا». وأضاف «كما قتل 3 مدنيين في دوما قرب دمشق وجرح 40 آخرون برصاص قوات الأمن».

وأثارت زيارة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى دمشق، وتصريحاته التي أطلقها بعد لقائه الرئيس الأسد حول تفاؤله بالإصلاحات، استياء المتظاهرين في سوريا، الذين لم يتورعوا عن انتقاده أمس. وحمل المتظاهرون في ريف دمشق لافتة كتب عليها «لا نبيل.. ولا عربي».

ويأتي ذلك فيما يستعد معارضون سوريون وناشطون لعقد «مؤتمر الإنقاذ الوطني» في وقت واحد في كل من دمشق واسطنبول للبحث في سبل الإطاحة بنظام الأسد، كما أعلن المنظمون. وجاء في بيان المنظمين أن المؤتمر سيعقد «لتقرير ملامح خريطة الطريق للخروج بالبلاد من حالة الاستبداد إلى الديمقراطية وتحديد آليات الاستجابة للمطالب الواضحة للشارع السوري بإسقاط النظام».

وجاء ذلك في وقت قالت فيه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس إنه «يعود للشعب السوري رسم طريقه». ورأت على هامش مشاركتها في اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا في اسطنبول أن «المصير النهائي للنظام السوري والشعب السوري يعتمد على الشعب نفسه، وأعتقد أن الخيارات لا تزال مفتوحة». وأضافت «لا أعتقد أننا نعلم كيف ستتمكن المعارضة في سوريا من قيادة تحركها وما هي مجالات التحرك لديها».

إلى ذلك، ذكرت صحيفة فرنسية أمس نقلا عن تقرير لمركز أبحاث إيراني مرتبط بالقيادة الإيرانية أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي يؤيد تقديم مساعدة قيمتها 5.8 مليار دولار لسوريا لدعم اقتصادها.