قرارات المعارضة السورية.. هيئة وطنية وتصعيد النضال لإسقاط النظام

دعوا إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية تستند إلى دستور عصري > كلينتون: نشجعهم على التغيير * عدد قتلى جمعة «أسرى الحرية» بلغ 32.. واعتقال نحو 300 شخص > حملات مداهمات في قرى وبلدات إدلب

صورة بثها موقع المعارضة السورية «أوغاريت» أمس، لمظاهرة في القابون بدمشق و اعضاء من المعارضة السورية خلال مؤتمرهم في اسطنبول بتركيا أمس (إ.ب.أ)
TT

في وقت يواصل فيه الجيش السوري حملاته في قرى وبلدات محافظة ادلب، وتستمر حملات القمع في مدن اخرى بينها حمص، وريف دمشق، جزم مؤتمر المعارضة السورية، الذي انعقد ليوم واحد في مدينة إسطنبول التركية، بعدم الحوار مع النظام السوري بسبب القمع, داعيا إلى «تصعيد النضال السلمي الديمقراطي.. لإسقاط النظام وبلورة البديل السياسي الوطني»، رافضا «التدخل العسكري الخارجي». وانتخب المعارضون السوريون الذين اجتمعوا في إسطنبول أمس هيئة وطنية من 25 شخصا، على أن ينتخب معارضو الداخل 50 شخصا، ينشأ عنهما مكتب تنفيذي. وطالب المعارضون في ختام اجتماعاتهم بـ«نقل السلطة بشكل سلمي إلى حكومة وحدة وطنية مؤقتة تفكك النظام الأمني وتؤسس لحياة دستورية وانتخابات برلمانية ورئاسية»، ودعا المعارضون إلى بناء «دولة مدنية ديمقراطية تعددية، أساسها المواطنة، تستند إلى دستور عصري يجسد طموحات السوريين في رسم مستقبل آمن وحر».

وتضمنت مسودة أولى للبيان تشديدا على ضرورة تشكيل «حكومة ديمقراطية وتعددية تمكن جميع السوريين من المشاركة كمواطنين متساوين». من جهة اخرى قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، من إسطنبول امس، إنه «لا يمكن التأثير على الوضع في سوريا من الخارج».

وأضافت «لا أحد منا لديه تأثير حقيقي باستثناء أن نقول ما نعتقده ونشجع على التغيير الذي نأمله». واعتبرت أن «ما يجري في سوريا غير واضح المعالم، ومثير للحيرة، لأن الكثيرين منا كان يحدوهم الأمل أن ينجز الرئيس (بشار) الأسد الإصلاحات الضرورية».

الى ذلك، ارتفعت حصيلة يوم جمعة «أسرى الحرية» إلى مقتل 32 شخصا، معظمهم في القابون في دمشق، بحسب ما قال ناشط من دمشق لوكالة «رويترز» عبر الهاتف، بينما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 300 شخص اعتقلوا في سوريا، أول من أمس. وتسببت المواجهات التي وقعت في القابون في إلغاء مؤتمر موسع للمعارضة كان مزمعا عقده هناك، بالتزامن مع المؤتمر المنعقد في إسطنبول، إلا أن مجموعة صغيرة من المعارضين تمكنت من عقد لقاء في دمشق، في موقع سري، شارك فيه المعارض مشعل تمامو، وتحدث إلى المجتمعين في إسطنبول عبر الهاتف، بحسب ما أكدته وكالة «أسوشييتد برس». وقال تمامو في مداخلته الهاتفية، التي أجريت عبر الإنترنت، بالتزامن مع لقاء إسطنبول، إن الرئيس بشار الأسد فقد شرعيته، ودعاه إلى التنحي. وأضاف في خطاب عاطفي أن «وجود النظام لم يعد مبررا». ودعا إلى انتقال سلمي لدولة مدنية تعددية وديمقراطية. ورغم القمع الدموي في القابون، فقد أكد سكان أنهم مصرون على السير في المظاهرات. وقال صاحب متجر هناك لصحيفة «نيويورك تايمز»: «أصبحنا أكثر تنظيما الآن، وبلغنا نقطة اللاعودة».