التاريخ يعيد نفسه.. حماه تحت القصف

مقتل 136 في اقتحام مدن.. وأنباء عن مزيد من الانشقاقات * أوباما يتوعد الأسد بعزله دوليا.. ومسؤول أميركي لـالشرق الأوسط»: هذه حرب شاملة * صدمة دولية وتهديد بمزيد من العقوبات.. وروسيا «قد تغير موقفها» من دمشق

حماه أمس.. وقد غطتها سحابة من الدخان جراء العمليات الأمنية
TT

في مشهد يذكِّر بمجزرة وقعت في بدايات الثمانينات من القرن الماضي، ارتكب الجيش والقوات الأمنية السورية مجزرة اخرى أمس في مدينة حماه, أدت إلى مصرع أكثر من 100 قتيل، ومئات الجرحى، أغلبهم في حالة خطرة، عشية شهر رمضان؛ حيث توعد المحتجون بشن مظاهرات سلمية في عموم البلاد. واقتحم الجيش السوري عدة مدن انتفضت تضامنا مع حماه، وقتل فيها نحو 32 شخصا، ليرتفع عدد القتلى إجمالا إلى نحو 136، وهو العدد الأكبر الذي يسقط في يوم واحد منذ انطلاقة الاحتجاجات, ولايزال العدد يتزايد حتى لحظة طباعة الصحيفة. بينما اعتقل الجيش أمس أكثر من 300 شخص في ريف دمشق. وأفادت معلومات بوجود انشقاقات جديدة في أوساط الجيش. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، عبد الكريم ريحاوي: إن عدة أحياء من حمص خرج أهلها للتظاهر نصرة لمدينة حماه.. وقتل 5 منهم. وسارعت دول غربية وإقليمية إلى الإعراب عن صدمتها واستنكارها للحملة العسكرية على حماه، داعية إلى عزل الرئيس السوري بشار الأسد، مطالبة مجلس الأمن بالقيام بواجباته تجاه النظام السوري.

من جهة اخرى, قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن أعمال العنف في سوريا «مروعة»، متوعدا الأسد بعزله دوليا. ووصف في بيان له المتظاهرين بأنهم «شجعان».

من جهتها, اعتبرت الخارجية الأميركية الهجمات العسكرية القاتلة في سوريا، بأنها «إعلان حرب شاملة على الشعب السوري». وقال مسؤول في الخارجية لـ«الشرق الأوسط» إن: «الولايات المتحدة تلاحظ أن الهجمات العسكرية قد وصلت إلى مرحلة حرب شاملة ضد الشعب السوري». وخطت موسكو خطوة جديدة، بإعلان خبير روسي، مقرب من النظام، أن روسيا قد تضطر إلى تغيير موقفها من القضية السورية. واستنكر رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري «المذبحة» التي تتعرض لها مدينة حماه، مؤكدا أن لبنان لن يقف صامتا إزاء هذه الأحداث.