حماه ودير الزور تحت رحمة الدبابات.. وواشنطن: سوريا ستكون أفضل من دون الأسد

أنقرة: ما يحصل في حماه عمل وحشي.. وحكومة تقوم بذلك لا يمكن وصفها بالصديقة * مجلس الأمن يدين العنف ضد المدنيين ولبنان ينأى بنفسه عن البيان

لقطة بثت على مواقع إخبارية للمعارضة السورية تظهر دبابة ودخانا يتصاعد في شارع وسط حماه أمس
TT

مع ارتفاع أصوات الدبابات والقذائف في حماه ودير الزور، صعدت واشنطن من لهجتها أمس تجاه النظام السوري، وقال البيت الأبيض إن سوريا ستكون «مكانا أفضل من دون» الرئيس بشار الأسد. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني إن «الوحشية الشنيعة ضد الشعب التي تظهر في الصور التي تخرج من سوريا تظهر طبيعة هذا النظام مجددا». وأضاف أن «تصرفات الرئيس السوري ونظامه تضمن بأنه سيترك في الماضي بينما الشعب السوري الشجاع سيحدد مستقبل سوريا».

وفي تطور لاحق أدان مجلس الأمن الدولي في بيان رئاسي أمس استخدام العنف ضد المدنيين في سوريا، بعد ثلاثة أيام من المشاورات المتواصلة. وقالت مندوبة لبنان لدى مجلس الأمن فور تلاوة البيان الرئاسي الذي يدين سوريا، إن لبنان قرر أن ينأى بنفسه عن هذا البيان لأنه «لن يساهم في تغيير الأوضاع بسوريا».

وبموازاة التشديد الأميركي، صعدت تركيا أيضا من لهجتها ضد النظام السوري، ووصف نائب رئيس الوزراء التركي بولانت أرينج اعتداء القوات الأمنية على مدينة حماه بأنها «عمل وحشي»، وقال إن حكومة تسمح بحصول ذلك «لا يمكن وصفها بالصديقة». وأضاف أرينج، بحسب ما نقلت «رويترز»، أمس: «أنا أقول هذا متحدثا عن نفسي، ما يحصل في حماه اليوم هو عمل وحشي.. ومن يقوم بهذا (العمل) لا يمكن أن يكون صديقنا. هم يرتكبون خطأ كبيرا». وأضاف: «نصر على الحلول الديمقراطية والسلمية وبدء الإصلاحات. قلنا لهم إنهم سينهارون بغير ذلك.. وتبين الأحداث الأخيرة أنهم لم يستفيدوا بأي درس من هذه الاقتراحات».

ورغم التصعيد الدولي، استمرت الدبابات السورية بقصف مدينة حماه وأغلقت أمس مداخلها ومنعت الأهالي من الخروج منها، كما منعت الدخول إليها. ووصل عدد من الدبابات إلى ساحة العاصي في حماه أمس، وسط قصف مكثف استهدف حتى المستشفيات، ما أدى إلى مقتل طبيب على الأقل. وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن الاتصالات انقطعت منذ مساء الثلاثاء عن المدينة وريفها، وسط تحذيرات لسكان بعض الأحياء كالحاضر والسرجاوي لإخلاء المنازل، مع توقع قصفها. كما تم قطع الماء والكهرباء عن البيوت. ووجه الأهالي نداء لمنظمة الهلال الأحمر السوري للقيام بواجباتها تجاه المصابين الذين يموتون بسبب النقص الحاد بأكياس الدم وشح المواد الطبية الإسعافية.

وفي موازاة ذلك، انتشرت مئات الدبابات حول مدينة دير الزور. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «نحو مائتي دبابة وآليات عسكرية أخرى تحاصر مدينة دير الزور من جميع الاتجاهات».