القذافي.. عاش ومات بالرعب

مصرع العقيد الليبي ونجله المعتصم ووزير دفاعه أبو بكر يونس وتضارب حول مصير سيف الإسلام * جبريل أعلن سرت محررة.. وإعلان تحرير ليبيا اليوم * الثوار لـ «الشرق الأوسط»: القذافي حاول الاختباء داخل حفرة * العالم يعتبره يوما تاريخيا والاتحاد الافريقي يرفع تجميده لعضوية ليبيا

مجموعة صور التقطت بالهاتف الجوال للعقيد القذافي مضرجا بالدماء ويحيط به عدد من عناصر ثوار ليبيا بعيد اعتقاله وقبل قتله أمس (رويترز)
TT

احتفل الليبيون وغنوا ورقصوا في الشوارع بعد أن حملت لهم الأنباء السارة منذ صباح أمس، مقتل العقيد الهارب معمر القذافي الذي حكم ليبيا لاكثر من 4 عقود بالحديد والنار، وكذلك مقتل نجله، المعتصم في ظل تضارب حول مصير سيف الإسلام، كما قتل وزير دفاعه أبو بكر يونس جابر، في معركة تحرير مدينة سرت، آخر معاقل الديكتاتور الراحل.

وطوى الليبيون والعالم بأسره حقبة القذافي التي دامت زهاء 42 عاما، ذاق فيها الليبيون أياما سوداء من الظلم والديكتاتورية، والقتل والإرهاب، وعانى العالم من مجازره، التي طالت تفجير الطائرات وقتل العشرات، قبل أن ينزوي لفترة من الزمن مختبئا ومطاردا ومحاصرا بعد أحداث إسقاط طائرة فوق بلدة لوكربي، وتدمير منزله بطائرة أميركية، خلال فترة التسعينات ليعيش في رعب ظل يلازمه حتى بعد سقوط حكمه حيث بقي مختبئا إلى أن عثر عليه أمس عندما حاول الاختباء داخل حفرة, كما قال أحد الثوار لـ «الشرق الأوسط». وعرضت قناة الصمود الليبية أمس صورا للقذافي مضرجا في دمائه بعد أن أصيب خلال اشتباك قبل ان يفارق الحياة لاحقا. وظهر القذافي وهو يتعرض للدفع والضرب بيد مجموعة مقاتلين وبدا أنه يقاومهم في مرحلة ما. وكانت الدماء تغطي وجهه وجرى نقله إلى سيارة بينما ضرب على رأسه بمسدس.

وجاء مقتل القذافي الذي أعلنه المجلس الوطني الانتقالي رسميا، بعد ثمانية أشهر من انطلاق الانتفاضة ضد نظامه في فبراير (شباط) الماضي وبعد شهرين من سقوط العاصمة طرابلس بأيدي الثوار وتواريه عن الأنظار منذ ذلك الوقت. وقال الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة في مؤتمر صحافي في بنغازي «نعلن للعالم أن القذافي قتل على أيدي الثوار»، معتبرا أنها «لحظة تاريخية ونهاية الديكتاتورية والطغيان».

وقال مسؤول بالمجلس أنه لم تصدر أوامر بقتل القذافي ولم يقتل عمدا, مشيرا إلى أنه قتل في تبادل لإطلاق النار بين أنصاره ومقاتلي المجلس بعد اعتقاله.

وأعلن رئيس المجلس التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل أن إعلان تحرير ليبيا سيتم في موعد أقصاه الجمعة (اليوم) . وقال جبريل إن «(مصطفى) عبد الجليل (رئيس المجلس الوطني الانتقالي) سيعلن اليوم (أمس الخميس) أو في موعد أقصاه الجمعة (اليوم) تحرير البلاد وسيدلي بتفاصيل عن مقتل القذافي». وأضاف للصحافيين «أهنئ الشعب الليبي بهذا اليوم التاريخي وأدعوه في هذه المناسبة إلى وضع أحقاده جانبا والإعلان بصوت واحد: ليبيا، ليبيا، ليبيا».

وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه، امس، أن مقاتلات فرنسية «اعترضت» مجموعة السيارات التي كان معمر القذافي موجودا فيها قبل أن تندلع مواجهات برية بين الليبيين أدت إلى مقتل الزعيم الفار. وأوضح لونغيه للصحافيين أن الموكب الذي كان يضم «عشرات السيارات تم اعتراضه أثناء تقدمه فيما كان يسعى إلى الفرار من سرت لكن العملية الفرنسية لم تؤد إلى تدميره».

وأضاف أن مقاتلين ليبيين تدخلوا بعدها وقاموا بتدمير السيارات «التي أخرجوا منها العقيد القذافي».

وكشفت النقاب عن أن القذافي أصيب بصدمة عنيفة جراء تعرض موكبه للقصف بالصواريخ والقنابل الموجهة، وأنه كان يتمتم بعبارات غير مفهومة تعبر عن ارتباكه وصدمته، قبل أن يصل إليه مقاتلو المجلس الانتقالي. وقال مقاتلون شاركوا في عملية قتل القذافي إنه كان يقول «شنو صاير (ماذا حدث)، شنو فيه (ماذا يحدث)»، قبل أن يعتقله الثوار جريحا وينقل على متن سيارة إسعاف وسط حراسة مشددة إلى مستشفى مصراتة العام.

وروى مقاتلون آخرون أن القذافي خاطب الثوار قائلا «يا أولادي هل تقتلونني؟ يا أبنائي أنا القذافي.. أنا القائد.. ماذا تفعلون؟».

وعقب اعلان مقتل القذافي اعتبر زعماء العالم مقتله يوما تاريخيا, فيمارفع الاتحاد الافريقي تجميده لعضوية ليبيا.

وحذر الرئيس الأميركي باراك أوباما من ان أنظمة «القبضة الحديدية» في العالم العربي ايلة الى زوال. واعلن الرئيس الفرنسي ان مقتل العقيد الليبي هو ايذان ببدء مرحلة جديدة لليبيين.

وأشاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بشجاعة الليبيين وقال إن من المهم تذكر ضحايا نظام القذفي.