نظام الأسد يرتبك.. وتركيا تتحرك لفرض منطقة عازلة

دمشق تدعو لقمة طارئة.. والعربي وزيباري: لم تصل لنا مذكرة * مسؤول تركي لـ«الشرق الأوسط»: داود أوغلو يبحث مع وزراء عرب «الوضع الشاذ» في سوريا * الرياض تحمل دمشق مسؤولية الهجوم على سفارتها * الرئيس اللبناني يدعو الأسد لتنفيذ المبادرة العربية

صورة مأخوذة من موقع سوري معارض لمتظاهرين في حي القدم بدمشق يرفعون لافتات شكر للجامعة العربية بعد قرارها تعليق عضوية سوريا
TT

أظهر النظام السوري ارتباكا واضحا، أمس، في مواقفه إزاء قرار تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، الذي اتخذ في القاهرة، فبعد يوم من الهياج الهستيري الرسمي، الذي عبر عنه مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية، يوسف الأحمد، تراجعت الرئاسة السورية عن مواقفها، وأعلنت أمس موافقتها على تنفيذ بنود المبادرة العربية وعرضت 3 مقترحات من بينها السماح بدخول مراقبين إلى البلاد، و«عقد قمة عربية طارئة مخصصة لمعالجة الأزمة السورية». وفي الوقت ذاته، استمرت في استهداف المناوئين للنظام، مما أسفر عن مقتل 11 شخصا أمس برصاص قوات الأمن.

وجاء في بيان رسمي سوري أن «سوريا، التي وافقت بتاريخ 2 - 11 - 2011، على خطة العمل العربية التي تم الاتفاق عليها..، لا تزال ترى فيها إطارا مناسبا لمعالجة الأزمة.. بعيدا عن أي تدخل خارجي».

من جانبه أكد نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن الجامعة لم تصل إليها مذكرة من سوريا لعقد قمة عربية، في وقت دعت فيه الأمانة العامة للجامعة أطراف المعارضة السورية لاجتماع بمقرها، يتم فيه الاتفاق على «رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المقبلة».

كما أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لـ«الشرق الأوسط» أمس، عدم وصول أي مذكرة من سوريا لعقد قمة عربية.

في غضون ذلك، شهدت المدن السورية مظاهرات «مليونية» تأييدا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في مدن متفرقة، إلا أن شهود عيان أكدوا أن الحكومة أجبرت الموظفين وطلاب المدارس على المشاركة فيها. وفي حماه، انقلبت مظاهرة مؤيدة للنظام إلى معارضة له، حيث هتف متظاهرون بإسقاط الأسد، مما أدى إلى مقتل 9 منهم برصاص قوات الأمن.

وتأتي تلك التطورات بعد ليلة من الاعتداءات على عدد من السفارات والقنصليات في دمشق ومدن أخرى.

واستنكرت الرياض بشدة اقتحام سفارتها وحملت دمشق مسؤولية الهجوم على سفارتها.

كما أدانت أنقرة الهجوم على بعثاتها الدبلوماسية في سوريا. في وقت دعا بيان أصدرته وزارة الخارجية التركية المجموعة الدولية إلى التحرك بـ«صوت واحد» إزاء الوضع هناك. من جهتها أكدت مصادر في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» أن وفد المعارضة الذي التقى أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركي أمس بحث معه «سبل حماية المدنيين السوريين من قبل تركيا». وقال معارض سوري إن تركيا مستعدة لمنطقة عازلة بعمق 5 كيلومترات على الحدود، في حين تطرح المعارضة أن تكون بعمق 30 كيلومترا. وفي أول تعليق رسمي تركي على الموضوع، قال كبير مستشاري الرئيس التركي، إرشاد هورموزلو، لـ«الشرق الأوسط» إنه من الممكن إقامة هذه المنطقة إذا تم تأمين الغطاء الدولي بعد الغطاء العربي الذي أمنته قرارات الجامعة. وأكد هورموزلو أن داود أوغلو سيبحث مع وزراء الخارجية العرب «الوضع الشاذ» في سوريا خلال المنتدى التركي العربي في الرباط الأربعاء.

وبينما شهد لبنان انقساما ازاء القرار العربي حول سوريا، دعا الرئيس اللبناني ميشيل سليمان نظيره الأسد لتنفيذ المبادرة العربية.

إلى ذلك، قال مصدر في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» حول القرار العربي بتعليق عضوية سوريا: «لقد جاء قرار الجامعة متشددا أكثر مما كنا نتوقع، لقد أوضح لنا أن الجامعة العربية قررت أخيرا أن تنهي التردد».