سوريا تقترب من نهاية الطريق العربي

الوزراء العرب يرسلون مذكرة إلى دمشق لقبول مراقبين بينهم فنيون وعسكريون خلال 3 أيام.. وعقوبات اقتصادية إذا لم يتوقف القتل فورا > طالبوا باعتذار عن بذاءة مندوبها في الجامعة

مظاهرة في داعل بحوران تطالب برحيل الأسد و مقعد سوريا شاغر خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في الرباط أمس (أ.ب)
TT

فيما بدا أنه نهاية طريق الدبلوماسية العربية للنظام السوري منحت الجامعة العربية دمشق 3 أيام للموافقة على إدخال مراقبين عسكريين وفنيين، لحماية المدنيين، محذرة من أن فشل النظام في التعاون سيؤدي إلى فرض عقوبات اقتصادية عليه «لا تضر بالشعب السوري». وطالبت الجامعة دمشق بالاعتذار عن بذاءة مندوبها في اجتماع الجامعة العربية في القاهرة.

وقال الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، في مؤتمر صحافي في ختام اجتماع للجامعة العربية في الرباط، ردا على سؤال حول ما إذا كان هذا الاقتراح آخر محاولة للعمل الدبلوماسي «لا أريد أن أتكلم عن فرصة أخيرة حتى لا يظن أحد أننا نوجه إنذارات، لكني أعتقد أننا قاربنا على نهاية الطريق، ونأمل من الله ومن إخواننا في سوريا أن يتعاونوا معنا لننهي هذه المأساة». وتابع يقول «كلنا حريصون على سوريا ونريد التوصل إلى حل عربي لتجنب التدخل الأجنبي، كما نريد تخفيف المعاناة على الشعب السوري وتوقيف القتل، بدل تضييع الوقت».

وأوضح وزير الخارجية القطري أن بعثة المراقبين إلى سوريا قد تضم أعضاء من دول إسلامية أو دول صديقة.

من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، إن دور بعثة المراقبة «هو السعي إلى توفير الحماية للمدنيين السوريين»، وقال إن البعثة المؤلفة من 30 إلى 50 عسكريا وفنيا، ستزور نحو 16 منطقة في سوريا اعتبرت، بالتنسيق مع المعارضة، أكثر المناطق التي تعرف توترا حادا وعنيفا. وكان المنتدى الرابع للتعاون العربي - التركي الذي عقد أمس في الرباط، قد دعا إلى «اتخاذ الإجراءات العاجلة لضمان حماية المدنيين في سوريا»، داعيا إلى حل للأزمة في هذا البلد «من دون أي تدخل أجنبي». ودعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى تكثيف الجهود من أجل حقن الدماء في سوريا، مؤكدا على ضرورة «اتخاذ قرارات وخطوات في هذا الاتجاه. وقال الوزير التركي إن «الثمن الذي ستدفعه الحكومة السورية إذا لم تف بالوعود التي قطعتها في الجامعة العربية هو العزلة في العالم العربي أيضا».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية مطلعة أنه من المرتقب أن يعقد مسؤولون رفيعو المستوى من دول عربية وأوروبية، بالإضافة إلى تركيا والولايات المتحدة، اجتماعا حول مستقبل سوريا يوم غد في باريس، على أن يتطرق إلى الخطوات المقبلة للتعامل مع التطورات في سوريا ورسم تصورات لمستقبل سوريا والمرحلة التي تلي سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي بات الكثيرون يعتبرونه مسألة وقت. وأكدت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الاجتماع سيضم مسؤولين رفيعي المستوى من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بالإضافة إلى دول عربية رئيسية منها السعودية وقطر والأردن، مع مشاركة تركية.

وفي موازاة التصعيد العربي، تصاعد التوتر في سوريا أمس، واستمرت حلقات الاعتداء على السفارات العربية في دمشق، وتم الاعتداء أمس على سفارتي المغرب والإمارات العربية. ميدانيا، كثف «الجيش السوري الحر» عملياته ضد القوات النظامية، مقابل انتشار مظاهر أمنية مسلحة بكثافة في شوارع وسط العاصمة دمشق. وقتل أمس 21 شخصا على الأقل بين مدنيين وعسكريين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ونفذ الجيش السوري الحر هجمات في عدة مناطق في ريف دمشق على عدة أهداف أمنية ولأول مرة في توقيت واحد، ووقعت اشتباكات عنيفة في الرستن الواقعة بين مدينتي حمص وحماه وسط البلاد، تلتها أنباء عن إرسال تعزيزات عسكرية إلى حماه يوم أمس. وقامت فجر أمس مجموعة من العناصر المنشقة التابعة لـ«الجيش الحر» بمهاجمة مجمع كبير للمخابرات الجوية في مدينة حرستا القريبة من العاصمة السورية دمشق، واشتبكت مع عناصر موالية للأسد كانت تقوم بحراسة المجمع فأردت عددا منهم بين قتيل وجريح.