سوريا: اقتحام حماه.. وإضراب «الكرامة» يتصاعد

الثورة السورية تدخل شهرها العاشر بيوم دموي جديد * مسؤول أميركي لـ «الشرق الأوسط»: ننتظر ضوءا أخضر من الجامعة

مظاهرة في حي الحجر الأسود بدمشق تطالب بإسقاط النظام (من موقع «أوغاريت» المعارض) و مظاهرة حي القدم بدمشق (موقع أوغاريت المعارض)
TT

عشية دخول الانتفاضة السورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد شهرها العاشر، تواصل أمس سقوط الضحايا من مدنيين وعسكريين، في حين دخل إضراب الكرامة مرحلته الثانية، في اتجاه إعلان العصيان المدني بنهاية الشهر الحالي.

وقال نشطاء إن قوات سورية مدعومة بالدبابات قتلت ما لا يقل عن 10 أشخاص عندما اقتحمت مدينة حماه أمس لفك إضراب عام استمر ثلاثة أيام دعما للاحتجاجات المستمرة منذ تسعة أشهر.

من جهة ثانية، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو عشرة جنود سوريين قتلوا في كمين نصبه منشقون في ريف حماه، مؤكدا أن «الهجوم جاء ردا على مقتل خمسة مواطنين سوريين خلال استهداف سيارتهم من قبل قوات الأمن السورية صباح أمس، قرب بلدة خطاب في محافظة حماه». وفي تدهور جديد للأوضاع، قام بعض الشباب من الناشطين في حيي العسالي والمادنية بدمشق بإغلاق الطريق العام، وقامت السلطات باستخدام سيارات الإطفاء لفتح الطريق. وفي حلب، حوصر طلاب كلية العمارة داخل جامعتها.

ودخل الإضراب الذي يطلق عليه «إضراب الكرامة» مرحلته الثانية أمس، بعد نجاح المرحلة الأولى بحسب المنظمين، بنسب غير متوقعة. ويسعى السوريون في المرحلة الحالية لإغلاق الشوارع ومداخل الحارات بشكل جزئي، وللذهاب إلى أعمالهم على أن يكونوا أداة تعطيلية خلال الدوام، فلا يقومون بالمهام المطلوبة منهم. أما المرحلة الثالثة بحسب أحد المنظمين والتي تنطلق في 17 من الشهر الحالي، فتُضرب خلالها المحال التجارية، على أن تضرب الجامعات في المرحلة الرابعة في 21 من الشهر الحالي. وينتقل الإضراب في مرحلته الخامسة لوسائل النقل مع إغلاق طرق المدن المؤدية للأرياف، وفي المرحلة السادسة التي تنطلق في 27 من الشهر الحالي يدخل موظفو القطاع العام في إضراب. وتنتهي آخر مراحل الإضراب نهاية الشهر الحالي بإغلاق الطرق الدولية كمدخل لعصيان مدني شامل أوائل أيام السنة الجديدة. إلى ذلك، وصفت الولايات المتحدة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بأنها «مجموعة الأحياء الأموات»، ودعت كلا من روسيا والصين والهند إلى وضع السياسة جانبا والوقوف مع الغرب للتحرك ضد النظام السوري. وقال فريدريك هوف، المنسق الخاص لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية، في جلسة استماع في مجلس النواب حول السياسة الأميركية بشأن دمشق «نحن نرى أن هذا النظام يساوي مجموعة من الأحياء الأموات».

من جهة ثانية، قال مصدر في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، إنه على العرب القيام بضغوط هائلة على روسيا والصين، من أجل تمرير قرارات في مجلس الأمن تدين سوريا. واقترح إرسال وفد من جامعة الدول العربية إلى موسكو وبكين «على مستوى الوزراء، وربما حتى الرؤساء». وقال المصدر الأميركي لـ«الشرق الأوسط»: «جامعة الدول العربية تستطيع، أن تفعل مثلما فعلت في ليبيا، عندما أعطتنا الضوء الأخضر للتدخل».

من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس المجتمع الدولي «باسم الإنسانية» إلى التحرك لوقف القمع في سوريا، معتبرا أن هذا الوضع «لا يمكن أن يستمر» على ما هو عليه. وقال بان كي مون في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك «قتل أكثر من خمسة آلاف شخص في سوريا، وهذا الأمر لا يمكن أن يستمر».