الوثائق السرية البريطانية: إسرائيل لم تخطر أميركا مسبقا بغارة المفاعل العراقي

أزمة على كرسي بذراعين بين ثاتشر وديستان * رئيسة وزراء بريطانيا عرضت أن تدفع ثمن لوح الكي في مقرها

المنشآت النووية العراقية بعد الهجوم الإسرائيلي
TT

تبدأ «الشرق الأوسط» اليوم نشر سلسلة من الحلقات حول الوثائق البريطانية التي مضى عليها 30 عاما وأفرج عنها أمس بناء على قوانين السرية المعمول بها، واستحوذ الصراع العربي - الإسرائيلي على حصة كبيرة منها.

وحلقة اليوم تتناول عددا من القضايا منها الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت المنشآت النووية العراقية في يونيو (حزيران) 1981. وتبين الوثائق القلق الأميركي، إذ يكشف بعضها عن عدم وجود تنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة وهذا ما كشفه رد فعل وزير الدفاع الأميركي كاسبر واينبرغر على الغارة عندما اتصل به البيت الأبيض وأخبره بالحدث، وقال لجليسه البريطاني عندما سمع الخبر بعد دقائق من الغارة إن مناحم بيغن فقد صوابه. وبدا واينبرغر مضطربا خوفا من أن يكون طواقم الفنيين الفرنسيين والإيطاليين العاملين في المنشآت النووية قريبا من بغداد قد أصيبوا بأذى من جراء هجمات الـ«إف 15» والـ«إف 16» الأميركية الصنع.

لكن تبين أيضا أن الطاقم الفني الفرنسي أخلى المكان قبل الغارة بدقائق واستقل حافلات بدلا من التوجه على الأرجل، كما جرت العادة، إلى أماكن سكنهم. في ذلك اليوم غادر الفنيون الفرنسيون المكان بشكل غير متوقع, كما أن الطاقم الفني الإيطالي ربما كان مشغولا يوم الغارة في احتفال سفارته في بغداد باليوم الوطني. وكان قد تجمع معظم الدبلوماسيين الغربيين في مقر السفارة الإيطالية ببغداد وقت وقوع الغارة.

ولا تخلو الوثائق من بعض القضايا الخفيفة المضحكة، الحرجة في نفس الوقت على الصعيد الدولي والبروتوكولي، إذ تكشف عن اهتمام طاقم المفاوضات الفرنسي في القمة البريطانية - الفرنسية بشكل الكرسي الذي سيجلس عليه الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان, وهل سيكون بذراعين مثل كرسي رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر. وعلى الصعيد البريطاني المحلي، تبين وثيقة أخرى محاولة ثاتشر مقاومة أي انتقادات لها من قبل المعارضة بخصوص «التبذير» في الصرف على تجديد مفروشات مقر رئاسة الوزراء, وقالت في مراسلة رسمية إنها مستعدة للدفع من جيبها ثمن لوح الكي والوسائد، وإنها لا تريد مصاريف إضافية لأنها تستخدم غرفة نوم واحدة.