السوريون خرجوا بمئات الآلاف.. والجامعة ارتبكت

سقوط 32 قتيلا وعشرات المصابين بنيران الأمن.. وقنابل مسمارية * 199 قتيلا خلال أيام زيارة المراقبين * قيادي بالمجلس الوطني: 1.5 مليون شاركوا في المظاهرات

صور بثتها مواقع المعارضة السورية أمس لمظاهرات حاشدة عمت العديد من المدن في «جمعة الزحف على الساحات»
TT

لم يمنع حضور المراقبين العرب قوات الأمن السورية من فتح النيران على المتظاهرين العزل في سوريا، حيث قتل 32 شخصا على الأقل وأصيب آخرون، في جمعة زحف فيها مئات الآلاف من السوريين إلى الساحات مستغلين وجود المراقبين العرب. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مراقبين عربا توجهوا إلى إدلب وحماه وحمص ودرعا. وأضاف أن قوات الأمن فتحت النار على متظاهرين في دمشق واعتقلت معارضين بينما كانوا يغادرون المساجد. وذكر المرصد أن مظاهرات حاشدة ضمت أكثر من 250 ألف متظاهر خرجت في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بدعوة من ناشطين معارضين للنظام السوري. وفي دوما بريف دمشق، أعلن المرصد أن 24 مواطنا على الأقل أصيب بجراح إثر استخدام قوات الأمن السورية القنابل المسمارية لتفريق عشرات آلاف المتظاهرين في المدينة. من جانبه، قال أنس العبدة عضو الأمانة العامة بالمجلس الوطني السوري لـ«الشرق الاوسط» إن المظاهرات كانت قياسية بسوريا من ناحية عدد المتظاهرين الذي فاق المليون ونصف المليون حسب تقديرات التنسيقيات بجميع أنحاء سوريا.

بدوره، أكّد قائد الجيش السوري الحر العقيد المنشق رياض الأسعد لـ«الشرق الأوسط» أنّه اتخذ قرارا عسكريا بوقف العمليات منذ بدء عمل المراقبين، الا انه لفت إلى أن هذا القرار يبقى ساري المفعول حتى صدور تقرير الجامعة العربية «الذي نتمنّى أن يكون مهنيا وواضحا وحقيقيا، وإذا لم يكن كذلك، لن نقف مكتوفي الأيدي». وبينما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قوات الأمن والجيش قتلت منذ قدوم لجنة المراقبين العرب الأحد الماضي وحتى أمس 199 قتيلا، ارتبك مراقبو الجامعة العربية إزاء خروج مئات الآلاف من السوريين في مظاهرات لإسماع صوتهم ضد النظام بينما ازدادت الانتقادات لأدائهم. وأظهرت لقطات فيديو عرضت مباشرة على قناة «الجزيرة» القطرية أمس أحد المراقبين وهو يتحدث للحشود عبر مكبر للصوت في مسجد «الجامع الكبير» في دوما والذي غص بالمحتجين ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وقال المراقب الذي لم يكن يعرف أنه يجري تصويره «نحن هدفنا المراقبة.. الهدف مهمة إنسانية لنقل المعاناة والمشكلات الموجودة لحلحلة المشكلة.. ليس هدفنا أن نزيل رئيسا أبدا أبدا.. هدفنا أن ترجع سوريا أمنا وأمانا وسلاما». واضاف : «الذي سمعته أن هناك دما يجري. وهذا شيء أكيد وأن مهمتنا كمراقبين ليس أن نتكلم ولكن أجبرني الحدث أن أتكلم». كما اضطرت الجامعة إلى تصحيح تصريحات رئيس بعثتها المثير للجدل الفريق السوداني محمد أحمد مصطفى الدابي الذي زار حمص معقل الحركة الاحتجاجية وقال إن «الوضع هناك يبعث على الاطمئنان» ولم يتحدث عن أي نزاع. وقالت مصادر في الجامعة إن تصريحات الدابي كان يقصد بها التزام الحكومة السورية حول البعثة وليس الوضع على الأرض.